صندوق النقد الدولي يحثّ الصين على معالجة الاختلالات الاقتصادية مع تجاوز فائضها التجاري تريليون دولار

ومضة الاقتصادي

4. ضعف الطلب العالمي

عندما تبقى ثاني أكبر اقتصاد في العالم معتمدًا على الصادرات بدلًا من الاستهلاك، فإن ذلك يحد من جهود تعزيز الطلب العالمي، ويجعل التعافي الاقتصادي أكثر هشاشة.

ما الذي يمكن أن تفعله الصين لتغيير المسار؟

رغم التحديات، تمتلك الصين أدوات سياسية ومالية قوية تمكنها من تنفيذ تحول اقتصادي ناجح إذا اختارت ذلك.

1. تعزيز الإنفاق الاستهلاكي عبر دعم الأسر

يمكن لبكين زيادة شبكات الأمان الاجتماعي، وتقديم إعفاءات ضريبية، وتحفيز الإنفاق على السلع والخدمات لتعزيز الثقة الاستهلاكية.

2. معالجة أزمة العقارات بقرارات هيكلية

قد يشمل ذلك إعادة هيكلة ديون المطورين، وإعادة توازن العرض والطلب، وتحويل النموذج العقاري من الاستثمار إلى الاستهلاك الفعلي للمساكن.

3. دعم الابتكار المحلي والتكنولوجيا

تنويع مصادر النمو بعيدًا عن الصناعات الثقيلة التقليدية، والتركيز على قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي، الطاقة الخضراء، والروبوتات.

4. توسيع الحزم التحفيزية

قد تضطر الصين إلى مزيد من التسهيلات النقدية، أو زيادة الإنفاق الحكومي، خاصة إذا استمر ضعف الطلب الداخلي.

ما تأثير ذلك على الاقتصاد العالمي؟

التحولات في الصين عادة ما تترك بصمات واسعة على الأسواق العالمية:

• تحسن الاستهلاك الصيني قد يدعم الشركات العالمية

العلامات التجارية الدولية في مجالات التكنولوجيا، السيارات، الرفاهية، والطاقة قد تستفيد من زيادة الإنفاق الاستهلاكي.

• تخفيف التوترات التجارية

تقليص الفائض التجاري قد يفتح الباب أمام حوار بنّاء مع شركاء الصين، ويحد من الضغوط السياسية.

• تنويع الطلب العالمي

عندما يصبح الاستهلاك محركًا أكبر للنمو الصيني، فإن ذلك يسهم في استقرار الاقتصاد العالمي، ويقلل من الاعتماد على الصادرات الصينية منخفضة التكلفة.

ما الذي يجب مراقبته في المرحلة المقبلة؟

يدعو صندوق النقد إلى متابعة دقيقة لعدة مؤشرات رئيسية:

1. مستوى الاستهلاك والإنفاق الأسري

أي تحسن في الإنفاق سيعتبر مؤشرًا مبكرًا على بدء التحول.

2. اتجاهات الأجور

ارتفاع الأجور يعزز ثقة المستهلكين وقدرتهم على الإنفاق.

3. سياسات التحفيز المالي والنقدي

إجراءات الحكومة والبنك المركزي ستكون حاسمة في دعم النمو الداخلي.

4. تطورات سوق العقارات

استقرار القطاع سيعطي دفعة مهمة للاقتصاد الأوسع.

تبدو الصين اليوم أمام مرحلة دقيقة، فبينما تواصل لعب دور المحرك الصناعي للعالم، تتزايد الحاجة إلى اقتصاد أكثر توازنًا يعتمد على الاستهلاك المحلي بقدر اعتماده على التصدير. وإذا نجحت في تحقيق هذا التحول، فإن المكاسب ستكون عالمية، أما إذا تأخرت، فقد يتعمق التوتر التجاري وتزداد هشاشة النمو العالمي.

تم نسخ الرابط