أسواق النفط تهتز: عقوبات واشنطن على عمالقة الطاقة الروس تعيد رسم خريطة الإمدادات العالمية
أسواق النفط تهتز: عقوبات واشنطن على عمالقة الطاقة الروس تعيد رسم خريطة الإمدادات العالمية
تشهد أسواق النفط العالمية واحدة من أكثر الفترات تقلبًا منذ سنوات، بعد أن فرضت الولايات المتحدة حزمة جديدة من العقوبات تستهدف اثنين من أكبر اللاعبين في قطاع الطاقة الروسي: لوك أويل (Lukoil) وروسنفت (Rosneft).
هذه الخطوة، التي تأتي في سياق تصعيد جيوسياسي متزايد، تسببت في اضطراب واسع في تدفقات النفط الروسي، ودفعت العديد من المشترين من تركيا إلى الهند والبرازيل إلى تقليص مشترياتهم بشكل ملحوظ. وفي المقابل، لجأت موسكو إلى تقديم خصومات حادة في محاولة لتصريف الخام، لتطفو على السطح مشاهد غير مألوفة: ناقلات نفط عالقة في البحر بانتظار مشترٍ جديد.
النتيجة؟
إعادة تشكيل دراماتيكية لخريطة تجارة النفط العالمية مع تغذية حالة من عدم اليقين والتقلب قد تمتد إلى أسعار الطاقة والتضخم وسياسات البنوك المركزية.
عقوبات جديدة… وتدفقات متعثرة
على مدى السنوات الماضية، أثبتت روسيا لجملة من العقوبات الغربية أنها قادرة على إعادة توجيه صادراتها نحو آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
لكن العقوبات الأخيرة مختلفة: فهي تستهدف شركات رئيسية لها شبكات توزيع عالمية وأساطيل نقل ضخمة، مما يجعل الالتفاف عليها أكثر صعوبة.
النتائج المباشرة للعقوبات:
انخفاض مشتريات كبار العملاء
دول مثل تركيا والهند والبرازيل بدأت تخفيض وارداتها بشكل ملموس خشية الوقوع في دائرة العقوبات الثانوية أو مواجهة ضغوط دبلوماسية.
تكدس شحنات النفط الروسي
تقارير ملاحية أشارت إلى تزايد أعداد الناقلات التي تجوب البحار دون وجهة واضحة، فيما يشبه "أسطولًا عائمًا" يبحث عن مشترين خارج دائرة النفوذ الغربي.
خصومات غير مسبوقة
مع محدودية الطلب، لجأت روسيا إلى تقديم خصومات كبيرة لجذب مشترين جدد ما أدى إلى اضطراب في آليات التسعير المعتادة.
سوق عالمي هش… وزيادة في المخاطر
أسواق النفط كانت أصلاً في وضع هش، مع تباطؤ النمو العالمي وارتفاع الحساسية تجاه أي صدمة إمدادات.
قد تبدو العقوبات مجرد خطوة سياسية، لكنها في الواقع تمس صميم التوازن الدقيق بين العرض والطلب.
لماذا تهتز الأسواق بسهولة الآن؟
الطلب العالمي ضعيف ومتقلب
الاقتصادات الكبرى لم تستعد زخمها بالكامل، والطلب على الوقود الصناعي والنقل ما يزال أقل من مستويات ما قبل الجائحة.
OPEC+ يواجه تحديات في ضبط الإنتاج
الالتزام بالخفض متفاوت، والضغط السياسي يصعّب اتخاذ قرارات جديدة.
تزايد المخاطر الجيوسياسية
من الشرق الأوسط إلى البحر الأسود، كل توتر يمكن أن يشعل موجة جديدة من تقلب الأسعار.
المستوردون الكبار في موقف صعب
بالنسبة للبلدان التي تعتمد على النفط المخفض السعر من روسيا مثل الهند وتركيا فإن العقوبات الأميركية تمثل معضلة:
الهند
أصبحت أكبر مشترٍ للنفط الروسي منذ 2022، لكن العقوبات الأخيرة تهدد هذا المسار. الاستمرار يعني مواجهة احتمال تضييق مالي من واشنطن، بينما التوقف يعني ارتفاع تكلفة الواردات وضغطًا على الميزان التجاري والروبية.