أسهم آسيا تتقلّب: لماذا يهتز مؤشر نيكّاي مع كل إشارة اقتصادية من اليابان؟
لماذا يهم هذا المستثمرين في آسيا وخارجها؟
التذبذب في اليابان ليس مجرد حادث محلي. فاليابان تُعد واحدة من أكبر الأسواق العالمية ورابع أكبر اقتصاد في العالم. وكل خطوة يتخذها بنك اليابان لها أثر مباشر على:
سيولة التمويل العالمي
تكلفة الاقتراض للشركات
تقييمات الأسهم
أسعار العملات
تحركات رؤوس الأموال عبر الحدود
ومع تصاعد الحديث عن رفع الفائدة، يجد المستثمرون أنفسهم يعيدون ترتيب محافظهم. فأسهم النمو المرتفعة الحساسية لأسعار الفائدة تصبح أقل جاذبية، بينما ترتفع شهية المستثمرين للقطاعات الدفاعية أو الأصول الآمنة.
ماذا عن الشركات اليابانية؟
التقلبات لا تمسّ المستثمرين فقط، بل تطال أيضًا:
1. الشركات ذات التمويل بالين
ارتفاع الفائدة يعني ارتفاع تكلفة الديون، وهو ما قد يضغط على أرباح الشركات الكبرى والصغيرة.
2. الشركات المصدّرة
ارتفاع الين المحتمل على خلفية تغيير السياسة النقدية سيؤثر على الشركات التي تعتمد على الأسواق الخارجية مثل شركات السيارات والإلكترونيات.
3. الشركات المحلية
ضعف إنفاق المستهلكين قد يضغط على الشركات في قطاعات التجزئة، الخدمات، والضيافة.
لماذا تعافت بعض الأسواق الآسيوية الأخرى؟
رغم تراجع نيكّاي، فإن أسواقًا مثل كوريا الجنوبية وشرق آسيا أظهرت مقاومة أكبر. ويعود ذلك إلى:
حساسية اقتصاداتها الأقل لسياسة اليابان النقدية.
بيانات محلية أكثر استقرارًا.
تدفّقات استثمارية داخلة نتيجة ضعف الين.
لكن هذا لا يعني أنها في مأمن من موجة التقلبات لو اتخذ بنك اليابان قرارًا حاسمًا في اجتماعه القادم.
ما الذي يجب مراقبته خلال الفترة المقبلة؟
للمستثمرين والمتابعين، هناك أربعة عناصر رئيسية:
اجتماع بنك اليابان القادم وتصريحاته الرسمية.
بيانات الإنفاق والاستهلاك والأجور في اليابان لمعرفة اتجاه الاقتصاد الحقيقي.
نتائج الشركات الآسيوية في الربع الرابع وتأثير ارتفاع العوائد على أرباحها.
شهية المخاطرة العالمية خصوصًا مع تحركات الأسواق الأميركية والأوروبية.
الخلاصة: موجة صغيرة قد تتحول إلى موجة عالمية
ما بدأ ببيانات متواضعة حول إنفاق الأسر اليابانية تحوّل إلى موجة تذبذب ضربت نيكّاي والأسهم الآسيوية. ومع اقتراب قرارات محورية من بنك اليابان، يجد المستثمرون أنفسهم أمام مفترق طرق:
إما استمرار السياسة التيسيرية أو بدء دورة تشديد قد تغير قواعد اللعبة في آسيا والعالم.
الأسابيع القادمة ستكون حاسمة، وسنرى ما إذا كانت اليابان ستبقى آخر بنك مركزي كبير يتمسّك بسياسته النقدية الفائقة التيسير أم أنها تستعد لخطوة تقلب الأسواق رأسًا على عقب.