أسهم آسيا تتقلّب: لماذا يهتز مؤشر نيكّاي مع كل إشارة اقتصادية من اليابان؟

ومضة الاقتصادي

أسهم آسيا تتقلّب: لماذا يهتزّ نيكّاي مع كل إشارة اقتصادية من اليابان؟

شهدت الأسواق الآسيوية هذا الأسبوع حالة من التذبذب الملحوظ، بعدما تعرّض مؤشر نيكّاي 225 الياباني لهبوط واضح بلغ نحو 1.3%، وهو ما يكفي لمسح مكاسب أسبوع كامل خلال جلسة واحدة. ورغم أن باقي أسواق المنطقة أظهرت أداءً أفضل نسبيًا إذ صعد مؤشر MSCI آسيا – المحيط الهادئ باستثناء اليابان بنسبة 0.4% بقيادة كوريا الجنوبية إلا أن المزاج العام ظل مضطربًا.

لكن ماذا حدث تحديدًا؟
ولماذا كان تأثير البيانات الاقتصادية في اليابان قويًا إلى هذا الحد؟
وما الذي يجب أن يراقبه المستثمرون خلال الأسابيع المقبلة؟

دعونا نفكك الصورة بهدوء.

إنفاق المستهلك الياباني… شرارة أحدثت موجة من القلق

كان العامل الأكثر تأثيرًا في المشهد هو صدور بيانات ضعيفة حول إنفاق الأسر اليابانية. وفي اقتصاد يعتمد بشكل كبير على الاستهلاك المحلي، تُعد هذه البيانات مؤشرًا حساسًا على صحة الطلب الداخلي. انخفاض الإنفاق يعني تراجع شهية المستهلكين وهذا غالبًا إما بسبب ضعف الدخل أو الحذر من المستقبل.

هذه الأرقام جاءت في وقت تتصاعد فيه توقعات الأسواق بأن بنك اليابان قد يختار أخيرًا كسر سياسته فائقة التيسير، والاتجاه نحو رفع أسعار الفائدة، للمرة الأولى منذ سنوات طويلة. لكن لماذا تربط الأسواق بين ضعف الإنفاق وإمكانية رفع الفائدة؟

الأمر بسيط:
البيانات الضعيفة قد تدفع البنك المركزي إلى التمسّك بسياسته الميسّرة، لكن المخاوف من التضخم والدعوات إلى تطبيع السياسة النقدية ما تزال تضغط بقوة. وبالتالي، يجد المستثمرون أنفسهم في حالة ضبابية:
هل سيخفف البنك السياسة لدعم الطلب؟ أم يشددها لاحتواء التضخم؟

هذه الحالة من عدم اليقين هي ما يدفع الأسواق إلى التذبذب.

عائدات السندات اليابانية تقفز… إشارة أخرى تثير القلق

بالتوازي مع هبوط الأسهم، ارتفعت عوائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات إلى مستويات لم تُسجّل منذ عام 2007، قبل أن تتراجع قليلًا. هذا الارتفاع يعني شيئًا واحدًا:
الأسواق تسعّر احتمالية رفع الفائدة بجدية أكبر.

وعندما ترتفع العوائد:

يصبح الاقتراض أغلى تكلفة.

تتراجع جاذبية الأسهم التي تعتمد على النمو.

ترتفع تقلبات العملات خصوصًا الين.

يخرج بعض المستثمرين من الأسواق المرتفعة المخاطر إلى أدوات أكثر أمانًا.

وهذا ما حدث تحديدًا مع نيكّاي وأسهم المنطقة.

خطر أكبر: ماذا لو رفع بنك اليابان الفائدة فعلاً؟

لو اتخذ بنك اليابان خطوة رفع الفائدة فإن ذلك قد يطلق سلسلة من التأثيرات المالية عالمية، وليس فقط محلية. السبب هو حجم “تجارة الفائدة” (Carry Trade) المرتبطة بالين.

ما هي تجارة الفائدة؟

هي ببساطة قيام المستثمرين بالاقتراض بالين الياباني بأسعار فائدة شبه صفرية، ثم استثمار الأموال في أصول أو عملات ذات عائد أعلى. إنها أحد أكبر التدفقات المالية العالمية.

لكن إذا ارتفعت الفائدة في اليابان:

تصبح تكلفة الاقتراض بالين أعلى.

يبدأ المستثمرون بإقفال مراكزهم.

يحدث سحب سريع للسيولة من الأسواق العالمية.

ترتفع تقلبات العملات، خصوصًا في آسيا.

هذه العملية يمكن أن تخلق موجة “Risk-off” أي انتقال سريع إلى وضع النفور من المخاطر وهو ما تخشاه الأسواق اليوم.

تم نسخ الرابط