الأسهم الأوروبية ترتفع مع صعود قطاعات الصناعة والسيارات في ظل معنويات تفضيل المخاطرة وتراجع واشنطن عن قواعد الوقود

ومضة الاقتصادي

قطاع السيارات: المستفيد الأكبر

قطاع السيارات كان نجم الجلسة بلا منازع.
فأسهم الشركات الكبرى قفزت بعد الإعلان الأميركي، نظرًا لأن القواعد المقترحة كانت ستفرض استثمارات ضخمة في تطوير محركات أكثر كفاءة، مما قد يؤثر على الأرباح.

أبرز عوامل الارتفاع:

استمرار الطلب القوي على السيارات الفاخرة في أميركا والصين.

انخفاض تكاليف الطاقة التي دعمت هوامش الربحية.

تحسن توقعات التصنيع بعد ركود طويل في أوروبا.

كما أن بعض المستثمرين بدأوا يراهنون على موجة جديدة من مبيعات السيارات التقليدية قبل تشديد القواعد البيئية مستقبلًا.

قطاع الصناعة: انتعاش بعد فترة ركود

قطاع الصناعة الأوروبي يعاني منذ أشهر من تباطؤ كبير، خصوصًا في ألمانيا.
لكن اليوم شهد تحولًا إيجابيًا لأسباب مهمة:

بيانات أفضل من المتوقع من قطاع التصنيع الآسيوي

استقرار أسعار الطاقة بعد تراجع كبير في أسعار الغاز

تفاؤل بشأن السياسات المالية الأوروبية، خاصة في ألمانيا وفرنسا

وتُعتبر شركات المعدات الهندسية، الماكينات، المحركات، وموردي السيارات من أبرز المستفيدين.

ما الذي يحرّك شهية المخاطرة الآن؟

هناك ثلاثة عوامل رئيسية تعزز المزاج الإيجابي:

1. مؤشرات التضخم المشجعة في الولايات المتحدة

التضخم هناك يتراجع بعد فترة ارتفاع مطول، مما يعزز احتمالات خفض الفائدة في العام المقبل.

2. تراجع الدولار

ضعف الدولار يسهّل على الشركات الأوروبية توسيع صادراتها، ويجذب مزيدًا من الأموال إلى أسواق الأسهم.

3. توقعات خفض الفائدة في أوروبا خلال 2025

مع تراجع التضخم وتباطؤ النمو، يتوقع المستثمرون أن يبدأ البنك المركزي الأوروبي في خفض الفائدة تدريجيًا الأمر الذي يدعم أسهم النمو والقطاعات الحساسة للفائدة.

ما المخاطر التي لا تزال قائمة؟

رغم الأجواء الإيجابية، توجد مجموعة من التحديات:

النمو الأوروبي لا يزال ضعيفًا خاصة مع استمرار مشاكل التصنيع الألماني.

التوترات الجيوسياسية سواء في آسيا أو الشرق الأوسط قد تؤثر على سلاسل التوريد.

سياسات البنوك المركزية ما تزال غير واضحة بالكامل، وأي بيانات تضخم سلبية قد تقلب الأسواق.

هذه العوامل تجعل الارتفاع الحالي هشًّا نسبيًا، لكنه لا يزال مؤشرًا على تحسّن المعنويات.

ماذا يعني هذا للمستثمرين؟

الفرص:

أسهم السيارات والصناعة قد تستمر في تحقيق مكاسب قصيرة الأجل.

الشركات المصدّرة تستفيد من ضعف الدولار.

القطاعات الدورية تبدو جذابة مع تحسن شهية المخاطرة.

المخاطر:

أي تشديد مفاجئ من الاحتياطي الفيدرالي قد يعرقل الصعود.

البيانات الاقتصادية الأوروبية الضعيفة قد تعيد الضغوط.

أسواق السندات قد تشهد تقلبات تؤثر على الأسهم.

خلاصة: ارتفاع أوروبي مدعوم بالعوامل العالمية

الجلسة الأوروبية اليوم تعكس تفاعل المستثمرين مع مزيج من الأخبار العالمية الإيجابية، وخاصة قرار الولايات المتحدة حول قواعد الوقود، والذي كان بمثابة دفعة قوية لقطاع السيارات.
ومع تحسن مزاج المخاطرة عالميًا، استغلت الأسهم الأوروبية الفرصة لتسجيل مكاسب معتدلة ولكن ذات دلالة على تحسّن الثقة.

ورغم أن الطريق لا يزال مليئًا بالتحديات، فإن الأسواق تُظهر قدرة على الاستفادة من أي نافذة تفاؤل ولو مؤقتة.

تم نسخ الرابط