الاقتصاد العالمي على الحافة: تعافٍ يعرج نحو نهاية العام وسط رياح معاكسة جيوسياسية وهيكلية

3. تضخم في مكان… وانكماش في مكان آخر

المشهد التضخمي العالمي أصبح متبايناً بشكل ملحوظ. بعض الاقتصادات تواجه ضغوط أسعار بسبب الطاقة أو سلاسل التوريد، بينما تتجه أخرى نحو ضغوط انكماشية نتيجة ضعف الطلب. هذا التباين يجعل من رسم السياسات مهمة معقدة للغاية.

كيف يجب أن تتصرف الشركات في هذا المناخ؟

الشركات التي ترغب في تجاوز هذه المرحلة بسلام تحتاج إلى إعادة ضبط استراتيجياتها. البيئة الحالية تتطلب مرونة أكبر من أي وقت مضى. ومن أبرز النصائح:

1. تخطيط أكثر حذراً للعرض والطلب

الاعتماد على توقعات سابقة أو أنماط تاريخية لم يعد فعالاً. ينبغي اعتماد نماذج مرنة تأخذ في الحسبان تغيرات الطلب السريعة.

2. السيطرة على التكاليف… دون الإضرار بالتحول الرقمي

التقشف الأعمى قد يكون خطراً. المطلوب هو تخفيض التكاليف التشغيلية غير الضرورية، مع الحفاظ على الاستثمارات الحيوية في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

3. تعزيز مرونة سلاسل التوريد

الاعتماد على مورد واحد أو منطقة واحدة أصبح مخاطرة عالية. التنويع لم يعد خياراً، بل ضرورة استراتيجية.

وماذا عن المستثمرين؟

الرسالة الأساسية للمستثمرين اليوم يمكن تلخيصها في كلمتين: الحذر الذكي.

الشركات ذات التدفقات النقدية المستقرة وميزانيات قوية قد تكون الخيار الأكثر أماناً.

الابتعاد عن الأسهم عالية التقلب أو التي تعتمد على نمو مستقبلي كبير قد يكون قراراً صائباً في هذه الظروف.

التنويع عبر أسواق متعددة وقطاعات مختلفة أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.

قد تكون هناك فرص، لكن التقاطها يتطلب قراءة دقيقة للمشهد وتحليل مستمر للبيانات الاقتصادية.

ما الذي يجب مراقبته في الفترة المقبلة؟

الصورة الاقتصادية ستتحدد بشكل أوضح في الأشهر القليلة القادمة وفق عدة عوامل رئيسية:

مسار التجارة العالمية، بما في ذلك أي تخفيف أو تصعيد للقيود.

تطورات الصراع في أوكرانيا وغيرها من المحاور الجيوسياسية.

نتائج أرباح الشركات الكبرى وإشاراتها حول إنفاق المستهلكين.

بيانات الثقة لدى المستهلكين والمستثمرين، إضافة إلى اتجاهات الاستثمار الرأسمالي.

هذه العناصر ستكون المؤشر الأكثر وضوحاً لتحديد ما إذا كان الاقتصاد العالمي قادرًا على التحرك من “التعافي الأعرج” إلى تعافٍ مستقر، أم أنه سيتعثر مجدداً أمام رياح معاكسة أقوى.