أسعار النفط ترتدّ عن أدنى مستوياتها في شهر لكن ضغوط فائض المعروض تبقي توقعات 2026 ضعيفة

ومضة الاقتصادي

أسعار النفط ترتدّ عن أدنى مستوياتها في شهر لكن ضغوط فائض المعروض تبقي توقعات 2026 ضعيفة

بعد أسابيع مضطربة في أسواق الطاقة العالمية، وجدت أسعار النفط بعض الاستقرار أخيرًا. فقد ارتفع خام برنت إلى نحو 62.75 دولارًا للبرميل، فيما استقر خام غرب تكساس الوسيط قرب 58.19 دولارًا. قد يبدو هذا الارتفاع بالنسبة للمراقب العادي إشارة إلى أن الأسوأ قد مرّ، لكن الصورة الأعمق خلف حركة الأسعار تكشف قصة أكثر تعقيدًا قصة قد تعيد تشكيل مشهد الطاقة وصولًا إلى عام 2026.

هذا التعافي الحالي لا يعكس تحسنًا حقيقيًا في العوامل الأساسية بقدر ما يرتبط بإيقاع السوق قصير الأجل: ارتداد فني، تغطية مراكز بيع، وبيانات مخزون ضعيفة دفعت الأسعار من قيعانها الشهرية. لكن الأسواق تركز على ما هو أبعد من ذلك وعلى المدى الطويل، تبدو التحديات أكبر بكثير.

ارتفاع قصير الأجل… لأسباب غير مطمئنة

غالبًا ما تكون تحركات أسعار النفط قصيرة المدى منفصلة عن واقع العرض والطلب. فقد يعمد المتداولون إلى تغطية مراكزهم البيعية، أو تظهر بيانات مؤقتة لانخفاض المخزونات، أو تشير المؤشرات الفنية إلى حالة بيع مفرط. كل هذه العوامل ساهمت في الارتداد الأخير.

لكن خلف هذه التفاصيل يبرز عامل أساسي يسيطر على المشهد: فائض المعروض.

فالتوقعات لعام 2026 تشير إلى احتمال حدوث تخمة عالمية في الإمدادات. وهذه المرة، لا يعود الأمر فقط إلى ديناميكيات «أوبك+»، بل إلى اختلال هيكلي بين إنتاج قوي وطلب عالمي أقل من المتوقع. كثير من المنتجين الكبار حافظوا على مستويات ضخ مرتفعة بفضل تطور التقنيات وتحسن اقتصاديات الإنتاج. في المقابل، لا يبدو أن الطلب العالمي قادر على مواكبة هذا الإيقاع.

بمعنى آخر: الارتفاع الأخير قصة قصيرة، أما فائض المعروض فهو التحدي الأكبر على المدى الطويل.

الطلب العالمي… محرك بطيء في اقتصاد بطيء

العلامة الأكبر استفهامًا في سوق النفط اليوم ليست قدرة المنتجين على زيادة الإمدادات بل مدى قدرة العالم على استهلاك تلك الإمدادات.

مع تراجع توقعات النمو العالمي وتباطؤ الاقتصادات الكبرى، أصبح عدم اليقين في جانب الطلب مصدر قلق مستمر. فإذا لم تستعد محركات النمو العالمية خصوصًا الصين والهند زخمها، قد يبقى الاستهلاك النفطي أقل من التوقعات. وحتى الانحرافات الصغيرة في نمو الطلب يمكن أن تغيّر موازين السوق حين يكون الإنتاج العالمي مرتفعًا.

يضاف إلى ذلك التوترات الجيوسياسية، والتحديات اللوجستية، وتقلبات هوامش التكرير ما يجعل صورة الطلب أكثر تعقيدًا.

تم نسخ الرابط