التحول من التصنيع إلى الخدمات في منطقة اليورو يعيد تشكيل طلب سلاسل الإمداد: أسهم اللوجستيات والبرمجيات قد تتفوق

ومضة الاقتصادي

التحول من التصنيع إلى الخدمات في منطقة اليورو يعيد تشكيل طلب سلاسل الإمداد : أسهم اللوجستيات والبرمجيات قد تتفوق

يشهد اقتصاد منطقة اليورو تحوّلًا هيكليًا هادئًا لكنه مهم. فارتفاع تكاليف العمالة، وضغوط التضخم غير المتساوية، واستمرار قيود الطاقة، تدفع الشركات إلى إعادة التفكير في التوازن بين التصنيع والخدمات. وعلى الرغم من أن الصناعة التقليدية هي المسيطرة تاريخيًا على المشهد الاقتصادي الأوروبي، فإن الميل المتزايد نحو الخدمات يعيد تشكيل الطلب عبر سلاسل الإمداد في المنطقة، ويخلق فرصًا للشركات التي تقدّم حلول اللوجستيات والأدوات الرقمية والبرمجيات.

يولي المستثمرون اهتمامًا متزايدًا بذلك. فوسط حالة عدم اليقين الاقتصادي الأوسع، يُنظر إلى الأسهم المرتبطة بسلاسل الإمداد المدعومة بالتكنولوجيا، وحلول التعهيد (Outsourcing)، والبنية التحتية اللوجستية على أنها المستفيد الرئيسي من هذا التحوّل المستمر.

لماذا يهم هذا التحوّل

تاريخيًا، اعتمدت أوروبا بشكل كبير على المراكز الصناعية في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، والتي كانت تدعم الاقتصاد المحلي وسلاسل الإمداد الإقليمية المعقدة. لكن ارتفاع تكاليف العمالة وتباين التضخم يجعل التصنيع أقل تنافسية، خصوصًا في دول جنوب وشرق أوروبا.

ونتيجة لذلك، تقوم الشركات بتعديل استراتيجياتها عبر طريقين رئيسيين:

التعهيد للعمليات غير الأساسية: حيث تتعاقد الشركات على خدمات مثل اللوجستيات والتخزين وبعض عناصر الإنتاج مع أطراف ثالثة قادرة على العمل بكفاءة أعلى.

رقمنة العمليات: يتم استخدام الأتمتة، وبرمجيات إدارة سلاسل الإمداد، والبيانات لتحسين العمليات، وخفض تكاليف اليد العاملة، وزيادة سرعة الاستجابة.

هذا التحوّل الهيكلي لا يقتصر على بلد واحد؛ بل هو ظاهرة أوروبية أوسع. فارتفاع تكاليف العمالة في ألمانيا مع سياسات احتواء التضخم في دول الجنوب يدفع لإعادة توازن النشاط الاقتصادي على مستوى القارة.

فرص للشركات اللوجستية وتقنيات سلاسل الإمداد

مع توسع التعهيد والرقمنة، يزداد الطلب على الحلول اللوجستية والبرمجية:

مزودو الخدمات اللوجستية الخارجية يشهدون زيادة في العقود، حيث تبحث الشركات عن تفويض التخزين والتوزيع وإدارة المخزون لأطراف خارجية.

منصات SaaS لإدارة سلاسل الإمداد تستفيد من زيادة الاعتماد عليها، إذ تستثمر الشركات في أدوات رقمية لتتبع الشحنات وإدارة المخزون وتحسين التكاليف.

الخدمات التقنية العابرة للحدود حيوية للشركات متعددة الجنسيات التي تتعامل مع البيئة التنظيمية المعقدة في الاتحاد الأوروبي وتفاوت التكاليف بين الدول.

ويُنظر إلى هذه القطاعات على أنها مقاومة للتقلبات الاقتصادية، إذ تستفيد من الطلب المستمر بدلاً من الاتجاهات الدورية، على عكس أسهم التصنيع التقليدية الحساسة لتكاليف المواد الخام والصدمات التجارية.

تم نسخ الرابط