بتكوين تستعيد مستوى 91 ألف دولار بعد هبوطٍ بنسبة 30% لكن نوفمبر يبقى أسوأ شهر لها منذ مطلع 2025

ومضة الاقتصادي

ويواجه المستثمرون مجموعة من التحديات التي قد تعيد إشعال التقلبات في أي لحظة. فمن المعروف أن بتكوين شديدة الحساسية للمتغيرات الاقتصادية الكبرى، وأي تشدد مفاجئ في السياسة النقدية الأميركية أو تراجع حاد في أسواق الأسهم يمكن أن يدفعها إلى موجة هبوط جديدة. كما أن غالبية العملات الكبرى 65 من أصل 100 عملة رئيسية ما تزال في المنطقة الحمراء، ما يؤكد أن التعافي ما زال هشاً ويفتقر إلى الزخم الواسع.

بالنسبة للمستثمرين، فإن المرحلة الحالية تتطلب قدراً كبيراً من الانضباط وإدارة المخاطر. فالأسعار لا تزال ضمن نطاق متقلب، والمكاسب الأخيرة قد تتلاشى سريعاً إذا عاد الضغط البيعي. ولذلك تبدو الاستراتيجيات القائمة على تحديد حجم مراكز الاستثمار بدقة، واستخدام أوامر وقف الخسارة، والتركيز على المدى المتوسط أكثر ملاءمة من الرهانات الكبيرة أو غير المدروسة.

أما بالنسبة لفرق التطوير وبُناة المنتجات داخل قطاع التشفير، فإن الفترة الأخيرة أكدت الحاجة لامتلاك لوحات مراقبة متقدمة للمخاطر والسيولة، خاصة في ظل تكرار موجات التصفية السريعة. وهذه بيئة خصبة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها توقع الانزلاقات المحتملة في السيولة وحركة المشتقات قبل حدوثها.

ومع دخول السوق مرحلة انتقالية، تتركز الأنظار الآن على بيانات صناديق الاستثمار والـETF، إضافة إلى مؤشرات العقود الآجلة ومعدلات التمويل وميول المتداولين عبر الخيارات. فهذه العناصر ستحدد ما إذا كان الارتفاع الحالي مجرد تغطية لمراكز بيع أم بداية لعودة حقيقية للمخاطرة. كما أن اتجاه العلاقة بين بتكوين وأسهم النمو الأميركية والمرتبطة بدورها بتوقعات الفيدرالي سيكون عاملاً حاسماً في الأسابيع المقبلة.

باختصار، نجحت بتكوين في التماسك فوق حاجز 91 ألف دولار، لكن الطريق أمامها لا يزال طويلاً قبل إعلان انتهاء موجة الهبوط. إنها لحظة تتطلب حذراً، قراءة دقيقة للبيانات، وتجنب الانجرار وراء الارتدادات قصيرة الأمد.

تم نسخ الرابط