بتكوين وإيثريوم يواصلان التراجع مع أكبر عملية تخفيف مديونية في 2025

ومضة الاقتصادي

بتكوين وإيثريوم يواصلان التراجع مع أكبر عملية تخفيف مديونية في 2025

شهدت أسواق العملات الرقمية تراجعًا ملحوظًا هذا الأسبوع مع موجة قوية من تخفيف المديونية، دفعت أسعار بتكوين وإيثريوم وغيرها من الأصول الرئيسية إلى الهبوط. فبعد فترة من التفاؤل الصاعد، جاءت هذه الموجة لتكشف عن هشاشة المراكز ذات الرافعة المالية، حيث أُجبرت العديد منها على الإغلاق أو التصحيح.

ما الذي حدث بالأرقام؟

خلال 24 ساعة فقط، تراجعت بتكوين بحوالي 1.9% لتستقر عند نحو 109,017 دولارًا.

إيثريوم انخفضت بنحو 2.4%، بينما سجلت XRP خسائر أكبر بلغت حوالي 4.1%.

سولانا تراجعت 3.1% في يوم واحد، وبنسبة 19.3% خلال أسبوع، لتصبح من أكثر الأصول تضررًا بين العملات الكبرى.

يصف محللون هذا الهبوط بأنه أكبر حدث لتخفيف المديونية في عام 2025، مع قيام المستثمرين بإغلاق مراكزهم الممولة بالديون بشكل متسارع.

أسباب التراجع

تتداخل عدة عوامل وراء هذا المشهد:

تصفية المراكز ذات الرافعة المالية: تراكمت رهانات صاعدة برافعة عالية على بتكوين وإيثريوم، ومع أول علامات الضعف في السوق تمّت تصفيتها قسرًا، ما زاد من حدة التراجع.

القلق من البيانات الاقتصادية: حالة الترقب لنتائج التضخم وإشارات البنوك المركزية دفعت المستثمرين إلى تجنّب المخاطر، ومعروفة حساسية سوق العملات الرقمية لمثل هذه الأجواء.

مناطق المقاومة وجني الأرباح: خلال الأسابيع الأخيرة، فشلت محاولات بتكوين في تجاوز مستويات مقاومة قوية، ما دفع متداولين كُثر إلى البيع وتأمين أرباحهم.

المخاطر والتحديات

كسر مستويات الدعم: منطقة 107 ألف دولار لبتكوين تُعتبر حاسمة، وكسرها قد يفتح المجال لمزيد من الهبوط.

تصفيات متسلسلة: أي موجة من نداءات الهامش (Margin Calls) قد تؤدي إلى سلسلة من التصفية القسرية، فتتضاعف وتيرة الهبوط.

المفاجآت الاقتصادية: بيانات تضخم أعلى من المتوقع أو لهجة متشددة من الاحتياطي الفيدرالي قد تعمّق الخسائر.

التداعيات على مختلف الأطراف

المتداولون: الوقت الآن لتقليص المخاطر، تخفيف الرافعة المالية، وتشديد أوامر وقف الخسارة.

البروتوكولات والبورصات: إدارة المخاطر تصبح أولوية قصوى، خاصة في مراقبة الضمانات وقروض الهامش.

المستثمرون طويلو الأجل: قد ينظرون إلى هذا التراجع كفرصة مستقبلية، لكن التوقيت يظل حساسًا ويستدعي انتظار إشارات استقرار.

الجمهور العام: لمن يملكون تعرضًا غير مباشر للعملات الرقمية، فإن التنويع وعدم المبالغة في المخاطرة يظل خط الدفاع الأول.

ما الذي يجب مراقبته؟

مستويات الدعم الفني: مثل 107 ألف دولار لبتكوين.

بيانات المشتقات: معدلات التمويل، مراكز الفائدة المفتوحة، وحجم التصفية تعطي إشارات على الضغط السعري.

المحفزات الاقتصادية: بيانات التضخم (CPI وPCE) وخطابات الاحتياطي الفيدرالي ستكون نقاط حاسمة.

الأخبار التنظيمية: أي تشريعات أو مواقف سياسية جديدة تجاه العملات الرقمية قد تغيّر المشهد بسرعة.

الوضع الراهن

رغم التراجع، ما زالت بتكوين تتداول فوق مستويات دعم نفسية مهمة، لكن الفجوة ضيقة. إيثريوم أظهرت ضعفًا أكبر، بينما تعكس خسائر سولانا الأسبوعية مدى هشاشة العملات البديلة. وتشير معدلات التمويل السلبية في بعض منصات العقود الآجلة إلى ميول هبوطية متزايدة، ما يجعل من الصعب على الأسعار التعافي سريعًا.

الخلاصة

إن ما يحدث اليوم هو تذكير صارخ بأن أسواق العملات الرقمية، رغم نموها، تظل رهينة للتقلبات المفرطة. أكبر عملية تخفيف مديونية في 2025 تُظهر أن التفاؤل المفرط، حين يقترن بالرافعة المالية، قد يتحول إلى سلاح ذو حدين.

بالنسبة للمتداولين، الحذر والمرونة أهم من مطاردة الأرباح. أما المستثمرون طويلو الأجل، فعليهم إدراك أن هذه التصحيحات جزء طبيعي من الدورة. السؤال الذي سيُجيب عليه السوق في الأسابيع المقبلة: هل هذا مجرد تصحيح صحي، أم بداية لموجة أوسع من التراجع؟

تم نسخ الرابط