التشكيك في قوة الترابط بين الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية مع صعود التقييمات وارتفاع الاقتراض
التشكيك في قوة الترابط بين الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية مع صعود التقييمات وارتفاع الاقتراض
في الوقت الذي يشهد فيه قطاع الذكاء الاصطناعي طفرة استثمارية غير مسبوقة، وتستمر فيه العملات الرقمية في جذب اهتمام عالمي، بدأت الأسئلة تتصاعد حول مدى قوة العلاقة بين هذين القطاعين اللذين يُروَّج لهما غالبًا باعتبارهما "محركات المستقبل". لكن مع ارتفاع التقييمات وازدياد الاقتراض من الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية، أصبحت الرواية التي تصوّر الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية كمنظومتين متوازيتين ومندمجتين بحاجة إلى تدقيق أعمق.
طفرة الذكاء الاصطناعي: توسّع سريع يحمل في طيّاته عبئًا ماليًا
تقدّم شركات الذكاء الاصطناعي نماذج جديدة تعتمد على مراكز بيانات كثيفة الاستهلاك للطاقة وتحتاج إلى سيولة ضخمة لشراء وحدات معالجة متقدمة، وبالأخص وحدات المعالجة الرسومية التي تستحوذ على النصيب الأكبر من الاستثمارات.
ومع ارتفاع تكلفة تطوير هذه التكنولوجيا، بدأت كبرى الشركات باللجوء إلى الاقتراض بشكل متزايد لتمويل توسعاتها. هذا الاقتراض، رغم ضرورته، يُعد سيفًا ذا حدين:
فهو يدعم النمو السريع في المدى القصير،
لكنه يرفع المخاطر في المدى المتوسط إذا تباطأ الطلب أو واجه القطاع تصحيحًا في التقييمات.
ارتفاع مستويات الدين قد ينعكس على بقية القطاعات المرتبطة أو التي تتغذى على موجة الذكاء الاصطناعي، بما فيها شركات البنية التحتية الرقمية، وقد يفرض ضغوطًا على المستثمرين الذين يتعاملون مع التشفير كجزء من هذه السلسلة.
العملات الرقمية: بين الارتباط السردي والحقيقة الاقتصادية
لطالما اعتقد البعض أن العملات الرقمية ستستفيد من توسع الذكاء الاصطناعي، سواء عبر استخدام البلوكتشين في تدريب النماذج أو تطوير اقتصاد موازٍ قائم على الحوسبة اللامركزية.
لكن واقع السوق يروي قصة مختلفة:
العملات الرقمية ترتفع وتهبط أساسًا وفق دورة السيولة العالمية، وليس وفق نمو الذكاء الاصطناعي.
في فترات التوسع النقدي، تتدفق السيولة نحو التكنولوجيا والتشفير معًا، ما يعطي انطباعًا خاطئًا بوجود علاقة سببية.
وعند تشدد السياسة النقدية أو زيادة الاقتراض، تتعرض كلتا الفئتين لضغوط، ما يعزز الفكرة نفسها رغم أنها ليست ارتباطًا جوهريًا.
هذا الارتباط السردي قد يدفع المستثمرين نحو اتخاذ قرارات مبنية على التفاؤل المفرط، أو "الاندفاع الجماعي" نحو رواية النمو، دون تقييم دقيق للفروق بين القطاعين.
مخاطر “فقاعة الموضوعات المتداخلة”
عندما تتقاطع ثلاثة قطاعات عالية المخاطر يصبح السوق أكثر عرضة لتشكّل "فقاعة تداخل موضوعات".
هذه الفقاعات عادةً ما تتميز بـ:
تضخم توقعات المستثمرين حول إمكانات غير مختبرة بعد
تكرر الروايات دون أساس مالي
إفراط الشركات في الاقتراض لتمويل وعود مستقبلية