الأسهم الهندية تتفوق عالميًا مع تسارع التدفقات الأجنبية بدعم من قوة التكنولوجيا العالمية
الأسهم الهندية تتفوق عالميًا مع تسارع التدفقات الأجنبية بدعم من قوة التكنولوجيا العالمية
في لحظة تتقاطع فيها الديناميكيات العالمية والمحلية بشكل نادر، شهدت الأسواق الهندية موجة صعود ملحوظة، حيث ارتفع مؤشر سينسيكس بينما تجاوز مؤشر نيفتـي حاجز 26,000 نقطة للمرة الأولى. هذا الأداء جاء مدفوعًا بتدفقات قوية من المؤسسات الأجنبية، إضافة إلى دفعة معنوية قوية من زخم التكنولوجيا العالمية الذي تسببت به نتائج شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى.
الهند ليست جديدة على التعامل مع موجات التفاؤل العالمية، لكنها هذه المرة في موقع مختلف فهي ليست مجرد مستفيدة من الظروف، بل أصبحت مركزًا يجذب الانتباه الدولي بسبب عوامل بنيوية طويلة المدى.
لماذا تتدفق رؤوس الأموال الأجنبية إلى الهند؟
التفسيرات متعددة، لكنها متداخلة بشكل وثيق:
1. قوة قطاع التكنولوجيا العالمي تعيد تشكيل المزاج الاستثماري
مع الأداء القوي لشركات الذكاء الاصطناعي، خصوصًا نفيديا، ارتفعت شهية المخاطرة لدى المستثمرين الدوليين، وبدأوا في ضخ الأموال نحو الأسواق التي تجمع بين النمو والجدوى التشغيلية.
الهند كانت أحد أبرز هذه الوجهات خاصة أن قطاع التكنولوجيا فيها يرتبط بشكل غير مباشر بموجة الذكاء الاصطناعي العالمية من خلال الخدمات التقنية، والبرمجيات، والتحول الرقمي.
2. قصة الاقتصاد الهندي طويلة المدى
الهند تتمتع بمزيج نادر من العوامل:
نمو سكاني واستقرار ديموغرافي
اقتصاد داخلي موسّع
تبنٍّ سريع للتكنولوجيا المالية
تحسّن نسبي في البيئة الرقابية خلال السنوات الأخيرة
هذه الأسس تجعلها جذابة للمستثمرين الباحثين عن فرص خارج الاقتصادات المتقدمة المتباطئة.
3. ديناميكيات العملة والسيولة
مع استقرار الروبية نسبيًا مقارنة ببعض الأسواق الناشئة، أصبحت التدفقات أكثر ثقة، خصوصًا لدى المستثمرين الذين يبحثون عن أسواق مستقرة دون معدلات تقلب عالية.
لكن الزخم لا يخلو من المخاطر
رغم التفاؤل، هناك ثلاثة محاور قد تعكّر الاتجاه الصاعد:
1. حساسية الهند الشديدة للسيولة العالمية
أي تراجع في شهية المخاطرة الدولية قد يؤدي إلى انسحاب سريع من أسواق ناشئة، والهند ليست استثناء.
2. مخاطر تنظيمية محلية
سواء في مجالات الضرائب، أو رقابة سوق رأس المال، أو سياسات التكنولوجيا، فإن أي تغيير مفاجئ قد يؤثر على الثقة، خصوصًا على المدى القصير.