سوق السندات ذات الدرجة الاستثمارية يظهر إشارات ضغط وسط موجة اقتراض ضخمة لتمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي

ومضة الاقتصادي

سوق السندات ذات الدرجة الاستثمارية يظهر إشارات ضغط وسط موجة اقتراض ضخمة لتمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي

في الوقت الذي تسرق فيه أسهم التكنولوجيا الأضواء بفضل طفرة الذكاء الاصطناعي، يتشكل في الخلفية مشهد مالي أكثر تعقيداً وأقل تفاؤلاً: سوق السندات ذات الدرجة الاستثمارية (IG) بدأ يبدي إشارات توتر ملحوظة.

التقارير الأخيرة تشير إلى أن بعضاً من أكبر شركات التكنولوجيا بدأت في زيادة الاقتراض بشكل مكثّف لتمويل الإنفاق الرأسمالي (Capex)، الأمر الذي أثار قلقاً لدى كبار مديري الأصول، ودفع بعضهم بالفعل إلى تقليص تعرضهم لسندات الشركات.

في سوق يبلغ حجمه نحو 3 تريليونات دولار، حتى التغيرات الصغيرة لها تأثيرات واسعة. أما التغيرات الحالية فهي أبعد ما تكون عن الصغيرة.

لماذا يرتفع الاقتراض لدى شركات التكنولوجيا؟

يعزى هذا التحول لعدة أسباب مترابطة:

1. سباق غير مسبوق لبناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي

مراكز البيانات الجديدة، وحدات المعالجة المتقدمة، شبكات الألياف، البنية السحابية، والتوسع العالمي كلها تتطلب استثمارات بمليارات الدولارات. الشركات مهما كانت قوتها المالية، تجد أن الاقتراض بالأسواق هو أسرع طريقة لتمويل هذه الموجة.

2. التقييمات المرتفعة تشجع على الاقتراض بدلاً من إصدار الأسهم

حتى الشركات الكبرى تتجنب تخفيف ملكية المساهمين عبر الطرح الجديد، فتتجه للسندات باعتبارها خياراً أقل تكلفة من الناحية الاستراتيجية.

3. البيئة التمويلية المتقلبة

مع ارتفاع أسعار الفائدة، يصبح الاقتراض أكثر تكلفة، لكن الشركات تخشى أن تصبح الظروف أصعب لاحقاً، فتستعجل إصدار السندات.

لماذا بدأ المستثمرون في القلق؟

الشركات ذات الدرجة الاستثمارية عادة ما تُعتبر “آمنة”. لكن دخول قطاع التكنولوجيا بثقل كبير في هذا السوق بدأ يُعيد تشكيل قواعد اللعبة.

أبرز المخاوف تشمل:

1. خطر تحوّل الضغط إلى أزمة سيولة

زيادة الاقتراض ترفع الديون الإجمالية، ما يضع الشركات أمام تحديات مرتبطة بخدمة الدين، خاصة إن تباطأ نمو الذكاء الاصطناعي.

2. ضعف شهية المستثمرين للسندات منخفضة العائد

في بيئة معدلات مرتفعة وتقييمات سوقية مشدودة، تصبح السندات ذات العائد القليل أقل جاذبية، وبالتالي قد تتراجع السيولة في بعض الإصدارات.

3. احتمال انتقال الضغط إلى الأسهم

إذا بدأ المستثمرون يشكّون في قدرة الشركات على خدمة ديونها، فقد يتم إعادة تقييم أسهم التكنولوجيا، خصوصاً المرتبطة مباشرة بالإنفاق على مراكز البيانات.

تداعيات محتملة على الشركات والمستثمرين

بالنسبة للشركات:

يجب أن تتحرك بحذر فيما يتعلق بهيكلة ديونها. فمن المتوقع أن:

ترتفع تكاليف خدمة الدين خلال العامين المقبلين

تتشدد شروط الاقتراض من بنوك ومستثمرين

يصبح الاعتماد على التمويل قصير الأجل أكثر خطورة

كاميرا الأسواق الآن تلتقط بدقة كل خطوة تقوم بها الشركات في سعيها لتمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي.

تم نسخ الرابط