الذهب يتراجع بشكل طفيف مع انحسار تدفقات الملاذ الآمن والسلع تحت ضغط حالة الانتظار والترقب عالميًا

ومضة الاقتصادي

الذهب يتراجع بشكل طفيف مع انحسار تدفقات الملاذ الآمن والسلع تحت ضغط حالة الانتظار والترقب عالميًا

شهدت أسواق الذهب والسلع خلال الـ48 ساعة الماضية واحدة من أكثر الحركات هدوءاً في الأسابيع الأخيرة، حيث تراجع الذهب بشكل طفيف في ظل انحسار تدفقات الملاذ الآمن، بينما فضّلت أسواق السلع الأخرى البقاء في وضع “الحياد” بانتظار إشارات اقتصادية أو مالية واضحة.

هذا السلوك يعكس بدقة المزاج العالمي الحالي: لا حالة ذعر تدفع المستثمرين إلى الذهب، ولا ظروف تحفّزهم على العودة بقوة إلى الأصول الخطرة. لذا نشهد سوقاً محايدة تتأرجح في نطاقات ضيقة وتنتظر محفزات ملموسة.

لماذا تراجع الذهب رغم استمرار عدم اليقين؟

عادةً، يؤدي عدم اليقين الاقتصادي أو ضغط السوق على الأسهم إلى ارتفاع الذهب، لكن ما نراه حالياً مختلف. يعود هذا إلى عدة عوامل:

1. غياب “الصدمة الكبرى”

المستثمرون ينظرون إلى الوضع الحالي على أنه فترة ضبابية، لكنها لا تصل إلى مستوى الكوارث المالية أو الانهيارات التي تستدعي ملاذاً آمناً مكثفاً.

2. ارتفاع العائد الحقيقي

ارتفاع العائد على السندات الأمريكية (خاصة ذات الآجال الطويلة) يُعد خصماً على جاذبية الذهب، لأنه يخفض تكلفة الفرصة البديلة لحيازته.

3. قوة الدولار النسبي

الدولار القوي يعني ذهباً أغلى على حائزي العملات الأخرى، ما يقلل الطلب العالمي.

4. انتظار بيانات اقتصادية أساسية

الأسواق في حالة ترقب لبيانات التضخم الأمريكية، وبيانات النمو، وتقارير الوظائف.
أي ارتفاع في التضخم قد يدفع الذهب للصعود، بينما أي تهدئة قد تضغط عليه أكثر.

السلع الأخرى… بين ضبابية النمو وضعف الطلب الصناعي

السلع الصناعية (مثل النحاس والحديد والألومنيوم) لم تسجل أي اتجاه واضح، ويعود ذلك إلى:

1. شكوك حول الطلب الصيني

الصين، المحرك الأكبر للمعادن، لم تقدّم إشارات قوية على تحسّن الطلب.
قطاع العقارات لا يزال ضعيفاً، وهو مستهلك رئيسي للمعادن.

2. أسعار النفط في نطاق ضيق

النفط يتحرك بين أخبار ضعف الطلب وتوقعات خفض الإنتاج من “أوبك+”.
المستثمرون يخشون اتخاذ مراكز جديدة قبل وضوح معادلة العرض والطلب.

3. تراجع الرغبة في بناء المخزون الصناعي

الشركات حول العالم تتبنى مقاربة “اشترِ حسب الحاجة” بدل الاحتفاظ بمخزونات عالية، بسبب عدم وضوح اتجاهات الطلب.

تم نسخ الرابط