مشتريات الهند والصين تمنح النفط دعمًا مؤقتًا رغم مخاوف التخمة العالمية

ومضة الاقتصادي

مشتريات الهند والصين تمنح النفط دعمًا مؤقتًا رغم مخاوف التخمة العالمية

في عالم الطاقة سريع التحول، غالبًا ما تتغير اتجاهات الأسعار مع أي إشارة من كبار المستهلكين أو المنتجين. هذا الأسبوع، جاء الدعم من الشرق: فموجة مشتريات قوية من الهند والصين قدمت دفعة سعرية محدودة للأسواق، وذلك رغم المخاوف المتصاعدة من تخمة المعروض عالميًا. وفي الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون قرارات أوبك+ والتطورات الجيوسياسية، تشير هذه التحركات إلى توازن هشّ بين الطلب الآسيوي القوي نسبيًا وبين وفرة الإمدادات التي قد تعيد الأسعار إلى مسار هابط.

لماذا ارتفعت الأسعار رغم إشارات التراجع العالمي؟

يمثل الطلب الهندي والصيني عاملًا محوريًا في تشكيل اتجاهات سوق النفط. فعندما تزيد هاتان الدولتان مشترياتهما، تتلقى الأسعار دعمًا حتى لو كانت الظروف الأخرى غير مواتية. وتستند زيادة الشراء مؤخرًا إلى ثلاثة عناصر أساسية:

التحوط من تقلبات الأسعار
مع اقتراب نهاية العام، تسعى المصافي الآسيوية إلى تأمين وارداتها لتجنب أي ارتفاعات مفاجئة في الأسعار، خصوصًا في ظل توترات الشرق الأوسط والعقوبات على روسيا.

تحسّن نسبي في بعض مؤشرات الطلب الصناعي
ورغم تباطؤ قطاع العقارات في الصين وتأثيراته السلبية، فإن بعض القطاعات الصناعية شهد انتعاشًا محدودًا، ما رفع الطلب على الوقود الصناعي.

الاستفادة من العروض والخصومات
العقوبات المفروضة على النفط الروسي أجبرت موسكو على إعادة توجيه صادراتها إلى آسيا بأسعار جذابة، ما خلق فرصة للمستوردين الآسيويين لزيادة الشراء بأقل تكلفة ممكنة.

معضلة العرض الزائد: المشكلة التي لا يمكن تجاهلها

على الرغم من هذا الدعم المؤقت، لا يزال تخمة المعروض العالمي تشكل الخطر الأكبر على أسعار النفط. فالمخزونات في عدة مناطق ارتفعت، والإنتاج من دول خارج أوبك وصل إلى مستويات جديدة. كما أن روسيا، رغم العقوبات، لم تُظهر انخفاضًا كبيرًا في الإنتاج، بل أعادت توجيه التدفقات بدلًا من تقليصها.

هذه العوامل كلها تخلق حالة من التشبع في السوق، حيث قد يصبح أي ضعف بسيط في الطلب قادرًا على دفع الأسعار إلى تراجع حاد. ولذلك ينظر المستثمرون إلى التحسن الأخير بصيغة "ارتداد مؤقت" أكثر من كونه تحولًا سعريًا مستدامًا.

دور أوبك+: بين قبضة العرض وتحولات السوق

أوبك+ تظل اللاعب الأكثر تأثيرًا في تحديد الاتجاه. فقراراتها المتعلقة بتخفيض الإنتاج أو تمديد التخفيضات ستكون العامل الأبرز خلال الأسابيع المقبلة. ومع ذلك، يواجه التحالف تحديات صعبة:

التزام متفاوت بين الدول الأعضاء
بعض الدول تجد صعوبة في الالتزام الكامل بخطط الخفض بسبب احتياجاتها المالية.

منافسة شرسة من الإمدادات الأميركية
الطفرة في النفط الصخري الأميركي تجعل قدرة أوبك+ على التحكم بالسوق أقل فعالية مما كانت عليه قبل عشر سنوات.

الضغوط الداخلية
بعض الدول المنتجة تحتاج إيرادات أعلى لدعم ميزانياتها، ما يجعل خفض الإنتاج قرارًا سياسيًا واقتصاديًا معًا.

تم نسخ الرابط