الأسهم الصغيرة وغير الأميركية: قيمة كامنة بعد موجة من المعنويات السلبية
الأسهم الصغيرة وغير الأميركية: قيمة كامنة بعد موجة من المعنويات السلبية
بعد سنوات من هيمنة الشركات الكبرى والعمالقة التكنولوجيين على المشهد الاستثماري العالمي، بدأت الأنظار تتجه تدريجيًا نحو مساحة كانت مهمّشة لفترة طويلة: الأسهم الصغيرة والأسهم غير الأميركية. فبعد موجة طويلة من ضعف الأداء، تشير تحليلات متزايدة إلى أن هذه الفئة من الشركات أصبحت أقل تقييمًا وأكثر جاذبية للباحثين عن فرص غير تقليدية، خاصة مع ظهور مؤشرات على تقييمات أقل مقارنة بالشركات الضخمة.
في بيئة يسيطر عليها الحذر، يبدو أن هذا القطاع قد بدأ يلفت انتباه المستثمرين الذين يبحثون عن فرص “عكس التيار”، خصوصًا مع تصاعد الحديث عن تباطؤ النمو في الاقتصادات الكبرى وإمكانية تحول القيادة في الأسواق العالمية.
لماذا الأسهم الصغيرة وغير الأميركية الآن؟
السبب ليس واحدًا بل مجموعة من العوامل تتشابك فيما بينها، وتدفع الخبراء إلى إعادة تقييم هذه الفئة المهملة من الشركات.
1. التقييمات الجذابة بعد فترة من الضغط
بعد عدة سنوات من الأداء المتواضع، تراجعت أسعار العديد من الأسهم الصغيرة بشكل ملحوظ، ما جعل تقييماتها منخفضة مقارنة بالشركات الكبرى التي وصلت إلى مستويات تاريخية من الارتفاع. هذا الفارق أصبح واسعًا إلى درجة يرى فيها الكثير من المحللين فرصة نادرة.
2. تركيز المستثمرين المفرط على الشركات الضخمة
في العقد الأخير، وخاصة بعد طفرة الذكاء الاصطناعي، استحوذت الشركات العملاقة على حصة ضخمة من تدفقات الاستثمار العالمي. هذا التركيز المفرط أدى إلى:
تجاهل الشركات الصغيرة
انخفاض السيولة في قطاعات معينة
تقييمات مغرية بالنسبة لمن يبحث عن قيمة حقيقية
باختصار، حجم الأموال الذي تدفّق إلى الشركات الكبرى كان بنفسه سببًا في ظلم الشركات الأصغر.
3. ميزة الشركات الصغيرة: الرشاقة والابتكار
على عكس الشركات العملاقة التي تتحرك ببطء، كثير من الشركات الصغيرة تملك:
سرعة في اتخاذ القرارات
مرونة في تعديل نماذج الأعمال
قدرة على التركيز على أسواق محلية أو متخصصة
هذه المزايا تمنحها أحيانًا وضوحًا أكبر للأساسيات، خصوصًا خلال التحولات الاقتصادية.
ولكن… ليست كلها مكاسب: المخاطر حاضرة بقوة
رغم الفرص التي يحملها هذا القطاع، إلا أن الاستثمار في الشركات الصغيرة وغير الأميركية يتطلب حذرًا كبيرًا. وهذا يعود لعدة أسباب:
1. حساسية أعلى للتباطؤ الاقتصادي
الشركات الصغيرة غالبًا ما تعتمد على:
الطلب المحلي
قدرتها على التمويل
التوسع التدريجي
وكل هذه العناصر تتعرض للضغط عندما تتباطأ الاقتصادات أو ترتفع أسعار الفائدة.
2. ضعف السيولة
عدة شركات صغيرة لا تتمتع بسيولة تداول كبيرة، ما يعني:
فروقات كبيرة بين سعر العرض والطلب
صعوبة في الخروج من الاستثمار عند حدوث ضغوط
احتمال تقلبات أكبر في الأسعار
3. تأثير تدفقات المستثمرين
بما أن هذه الشركات تعتمد أكثر على تدفقات الأموال، فإن أي خروج جماعي من الصناديق المتخصصة قد يؤدي إلى تراجع كبير في أسعارها، حتى لو بقيت أساسياتها مستقرة.