الأسواق السلعية مستقرة ولكن بنبرة باهتة: ضبابية الطلب العالمي وتوازن العرض يبقيان الأسعار في نطاق ضيق
الأسواق السلعية مستقرة ولكن بنبرة باهتة: ضبابية الطلب العالمي وتوازن العرض يبقيان الأسعار في نطاق ضيق
تسجّل الأسواق السلعية حالة هدوء لافت، حيث تتحرك أسعار النفط والمعادن والمواد الأولية في نطاقات ضيقة دون اتجاه واضح صعودي أو هبوطي. ويعكس هذا السلوك حالة من الاستقرار المشوب بالحذر، مدفوعاً بعدم اليقين بشأن قوة الطلب العالمي في مقابل التزام المنتجين بسياسات إنتاج متوازنة تمنع حدوث تقلبات حادة.
هذا الهدوء النسبي لا يعني غياب المخاطر، بل يشير إلى مرحلة انتظار يترقب فيها المستثمرون و المؤسسات بيانات جديدة قد تغيّر مسار السوق بشكل مفاجئ.
لماذا تبدو السلع “هادئة” الآن؟
1) طلب عالمي متردد
رغم تحسن بعض المؤشرات الاقتصادية، لا يزال نمو الطلب العالمي غير واضح، خاصة من جانب:
الصين التي تُعد المستهلك الأكبر للسلع الصناعية
أوروبا التي تواجه تباطؤاً اقتصادياً
الأسواق الناشئة التي تتأثر بتقلبات الفائدة والدولار
هذه الصورة تجعل المشترين أكثر حذراً في بناء مراكز كبيرة.
2) انضباط في جانب العرض
المنتجون في قطاعات مثل النفط والمعادن يتصرفون بحذر، إذ تعتمد العديد من الدول والشركات سياسات إنتاج منظمة لمنع تراجع الأسعار بشكل كبير.
على سبيل المثال:
التزام أوبك+ بإدارة المعروض
ضبط إنتاج بعض شركات التعدين الكبرى
الحفاظ على مستويات مخزون متوازنة
هذا الانضباط يحدّ من أي تقلبات مفاجئة في الأسعار.
3) غياب صدمات جيوسياسية أو اقتصادية كبرى
لم تشهد الأسواق في الفترة الأخيرة أحداثاً ترفع المخاطر بما يكفي لدفع الأسعار بقوة، سواء إلى الأعلى أو الأسفل.
المخاطر الكامنة في المشهد الحالي
1) صدمة سلبية في الطلب : السيناريو الأكثر حساسية
أي تباطؤ واضح في الاقتصاد الصيني، أو ركود في الاقتصادات الكبرى، يمكن أن يضغط على أسعار السلع بشكل حاد، خاصة:
النفط
النحاس
خام الحديد
إذ يعتمد الطلب عليها مباشرة على النشاط الصناعي.