الذهب والملاذات الآمنة تتماسك رغم اضطراب الأسواق العالمية
الذهب والملاذات الآمنة تتماسك رغم اضطراب الأسواق
في الوقت الذي تسجّل فيه الأسواق العالمية تقلبات حادة وتراجعاً في شهية المخاطر، يواصل الذهب التحرك في نطاق مستقر نسبياً، محافظاً على جاذبيته رغم الضغوط المتزايدة وموجات البيع التي تطال الأصول عالية المخاطر.
هذا الهدوء النسبي في أسعار الذهب لا يعني غياب التوتر، بل يعكس توازناً دقيقاً بين قوى السوق المتعارضة:
مخاوف تباطؤ اقتصادي عالمي،
ضغوط التضخم،
تذبذب الأسواق المالية،
وانتظار المستثمرين لتوجهات السياسة النقدية المقبلة.
وسط هذا المشهد المشحون، يبرز الذهب كخيار دفاعي احتفظ بجاذبيته، حتى دون تسجيل قفزات كبيرة في الأسعار.
لماذا يتمسّك الذهب باستقراره؟ دوافع أعمق من مجرد "ملاذ آمن"
1. حالة ضبابية في الأسواق تدفع المستثمرين نحو الأمان
المستثمرون العالميون يعيشون اليوم حالة عدم يقين متصاعدة:
تقييمات الأسهم مرتفعة،
البيانات الاقتصادية متذبذبة،
والسياسات النقدية غير واضحة.
هذه الظروف عادة ما تعزّز الإقبال على الذهب، ليس بهدف تحقيق مكاسب سريعة، بل للحفاظ على التوازن وتقليل المخاطر الكلية في المحافظ الاستثمارية.
2. تضخم لم ينخفض بالشكل الكافي
رغم بعض التراجع في معدلات التضخم، إلا أنه ما يزال بعيداً عن المستويات المستهدفة في عدة اقتصادات كبرى.
وفي مثل هذه الظروف، يبقى الذهب خياراً مفضلاً للتحوط من فقدان القوة الشرائية.
3. ضعف الثقة في أسواق الأسهم
الأسواق التي تشهد تراجعاً في أسهم التكنولوجيا وتذبذباً في المؤشرات الأمريكية والأوروبية غالباً ما تدفع المستثمرين نحو بدائل أكثر استقراراً، وهو ما يصبّ في صالح الذهب والين والسندات الحكومية ذات الجودة العالية.
المخاطر والتحديات: هل يستمر التماسك؟
رغم استقرار الذهب، إلا أن هذا التماسك ليس مضموناً، إذ تواجه الملاذات الآمنة مجموعة من المخاطر:
1. احتمالية ارتفاع العوائد الحقيقية
العلاقة بين الذهب والعوائد الحقيقية على سندات الخزانة الأمريكية علاقة عكسية.
فإذا ارتفعت العوائد بشكل قوي نتيجة تشديد نقدي إضافي أو بيانات اقتصادية مفاجئة، قد يفقد الذهب جزءاً من دعمه.
2. تجدد موجة صعود في الأسواق
إذا تمكنت الأسهم العالمية من استعادة زخمها، فقد يؤدي ذلك إلى توجّه المستثمرين نحو الأصول عالية العائد، ما يحد من تدفقات الذهب.