محللو العملات الرقمية يخفضون توقعاتهم لنهاية العام مع تراجع الزخم
محللو العملات الرقمية يخفضون توقعاتهم لنهاية العام مع تراجع الزخم
بعد أشهر من التوقعات المتفائلة بشأن مسار أسعار العملات الرقمية، بدأ المحللون في مراجعة تقديراتهم نزولاً، إذ تشير التطورات الأخيرة إلى تباطؤ واضح في الزخم الصعودي الذي دعم السوق خلال النصف الأول من العام. ووفقًا لتقرير، فإن تراجع التدفقات المؤسسية، وتزايد الضغوط الماكرو اقتصادية، واشتداد المنافسة بين الأصول الرقمية المختلفة، كلها عوامل تدفع الخبراء إلى تبنّي رؤية أكثر حذرًا لما تبقى من هذا العام.
من التفاؤل إلى الحذر
قبل أسابيع قليلة فقط، كانت العديد من بيوت التحليل تتحدث عن إمكانية أن تتجاوز البيتكوين مستويات قياسية جديدة قبل نهاية العام، مدعومة بزخم صناديق الاستثمار الجديدة والمناخ الإيجابي تجاه الأصول الرقمية. إلا أن التطورات الأخيرة منها انخفاض السيولة وتراجع الطلب المؤسسي دفعت إلى إعادة النظر في تلك التوقعات.
ويشير التقرير إلى أن تقديرات نهاية العام لأسعار البيتكوين تم تخفيضها بنحو 10 إلى 15% في المتوسط مقارنة بالتوقعات السابقة، في حين تم تعديل الأهداف السعرية لمعظم العملات البديلة (Altcoins) بنسبة أكبر تصل إلى 25% أو أكثر.
أسباب التراجع في الثقة
يعود جزء كبير من هذا التحول إلى خروج التدفقات المؤسسية من السوق خلال الأسابيع الماضية، وهو ما انعكس في انخفاض حجم التداولات وضعف النشاط في العقود الآجلة والمشتقات الرقمية. وتشير البيانات إلى أن بعض صناديق التحوط المتخصصة في الأصول الرقمية قامت بتقليص مراكزها تدريجيًا، مفضلة الانتظار حتى تتضح الصورة الكلية للسوق.
إلى جانب ذلك، تزايدت التحديات الماكرو اقتصادية عالميًا. فارتفاع العوائد الأميركية وقوة الدولار يضغطان على الأصول ذات المخاطر العالية مثل العملات الرقمية، في حين يواصل المستثمرون تحويل أموالهم نحو الأصول الدفاعية كالذهب والسندات الحكومية.
كما أن المنافسة المتنامية بين العملات الرقمية نفسها تضيف مزيدًا من الضبابية. فبينما تحاول مشاريع جديدة اجتذاب المستثمرين عبر وعود تقنية مبتكرة، يرى كثيرون أن السوق باتت مزدحمة ومجزأة، مما يضعف احتمالات عودة الزخم القوي في المدى القريب.
مخاطر محتملة على المدى القريب
يتخوف بعض المحللين من أن استمرار ضعف الطلب المؤسسي مع زيادة الرافعة المالية في السوق يمكن أن يؤدي إلى تصحيح أعمق في الأسعار خلال الأسابيع المقبلة. ففي حال كسر البيتكوين مستويات الدعم الحرجة قرب 100 ألف دولار، قد تتسارع عمليات البيع لتشمل العملات البديلة بشكل أكبر، نظرًا لحساسيتها العالية للتحركات السريعة في البيتكوين.
كما حذر التقرير من أن بعض المستثمرين الأفراد ما زالوا يعتمدون على تداولات عالية الرافعة، ما قد يؤدي إلى تصفية قسرية لمراكز ضخمة في حال استمرار التراجع. ويضيف التقرير: "الاعتماد الزائد على أدوات المشتقات في سوق تعاني من نقص السيولة يشكل وصفة لتقلبات حادة."