البيتكوين يدافع عن مستوى 100 ألف دولار بعد تصفية المراكز ذات الرافعة المالية
البيتكوين يدافع عن مستوى 100 ألف دولار بعد تصفية المراكز ذات الرافعة المالية
شهدت أسواق العملات الرقمية خلال الأيام الأخيرة تقلبات حادة، إذ انخفضت عملة البيتكوين مؤقتًا دون حاجز 100 ألف دولار في الخامس من نوفمبر، قبل أن تعاود الارتداد سريعًا وتستقر قرب هذا المستوى النفسي المهم.
ووفقًا لتقارير، فإن موجة التراجع الأخيرة جاءت نتيجة عمليات تصفية واسعة للمراكز ذات الرافعة المالية العالية، ما أدى إلى ارتفاع كبير في مستويات التقلب خلال 48 ساعة فقط.
وفي حين أن بعض المستثمرين رأوا في التراجع فرصة لإعادة الشراء، فإن آخرين اعتبروه إشارة على هشاشة الزخم الصعودي الذي دفع البيتكوين إلى قمم تاريخية في وقت سابق من عام 2025.
ضغوط من الدولار القوي وموجة جني الأرباح
أحد العوامل الرئيسية وراء التراجع الأخير كان ارتفاع الدولار الأمريكي مع تزايد شهية المستثمرين نحو الأصول الآمنة وسط موجة من العزوف عن المخاطر في الأسواق العالمية.
فبعد المكاسب القياسية التي حققتها البيتكوين على مدى الأشهر الماضية، استغل العديد من المتداولين المحترفين الفرصة لجني الأرباح، خصوصًا في ظل مؤشرات على تباطؤ الطلب المؤسسي وتراجع صافي التدفقات إلى صناديق ETF الخاصة بالبيتكوين.
كما ساهمت عمليات تصحيح المراكز المفتوحة في أسواق المشتقات، ولا سيما العقود الآجلة والمقايضات الدائمة، في تسريع وتيرة الهبوط مع تفعيل أوامر الإغلاق التلقائي للمراكز الممولة بالهامش.
تصفية المراكز: تصحيح صحي أم إنذار مبكر؟
يشير محللو السوق إلى أن ما حدث خلال الأيام الماضية هو عملية "غسل للرافعة المالية" (Leverage Washout) وهي ظاهرة معتادة في أسواق العملات المشفرة عندما تصبح المراكز الشرائية الممولة بالهامش مزدحمة بشكل مفرط.
فبمجرد أن يبدأ السعر بالانخفاض، يتم تصفية المراكز الأضعف أولًا، مما يخلق سلسلة من التراجعات السريعة قبل أن يستقر السوق مجددًا.
وبينما يرى البعض أن هذا النمط يمثل تصحيحًا صحيًا يزيل الفقاعات القصيرة الأجل، يحذر آخرون من أن استمرار ضعف السيولة وغياب الطلب الجديد من المؤسسات يمكن أن يجعل السوق عرضة لتقلبات حادة أخرى في حال تجدد موجات البيع.
فرص للمستثمرين على المدى الطويل
على الرغم من حالة القلق التي سادت بين المتداولين قصيري الأجل، إلا أن العديد من المستثمرين الاستراتيجيين يرون في هذه المرحلة فرصة مثالية لبناء مراكز تدريجية طويلة الأمد من خلال أسلوب الشراء المتدرج (DCA).
فمع بقاء البيتكوين ضمن نطاق 95–105 آلاف دولار، يعتبر كثيرون هذا المستوى منطقة دعم مهمة تعكس توازنًا بين المشترين والبائعين.
ويرى محللون أن تراجع الأسعار إلى هذا الحد بعد بلوغ قمم العام لا يعني بالضرورة نهاية الاتجاه الصاعد، بل يمثل مرحلة من التهدئة الطبيعية التي تلي الارتفاعات الحادة.