مراقبة التضخم: مؤشرات التقديرات اللحظية تشير إلى تباطؤ قبل صدور بيانات مؤشر الأسعار
مراقبة التضخم: مؤشرات التقديرات اللحظية تشير إلى تباطؤ قبل صدور بيانات مؤشر الأسعار
تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى بيانات التضخم الأمريكية المقبلة، وسط مؤشرات مبكرة من أدوات التقدير اللحظي التابعة لبنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، والتي تُظهر تباطؤًا تدريجيًا في ضغوط الأسعار خلال الأسابيع الأخيرة.
هذه النماذج، المعروفة باسم "الناو كاست" (Nowcasts)، تقدم قراءة شبه فورية للتغيرات في مؤشري أسعار المستهلكين (CPI) والإنفاق الشخصي (PCE)، اعتمادًا على أحدث البيانات المتاحة في الأسواق وسلاسل الإمداد والاستهلاك.
وبحسب بيانات الاحتياطي الفيدرالي، فإن المؤشرات الحالية تشير إلى تراجع تدريجي في التضخم الكلي مع استمرار تباطؤ الطلب وانخفاض أسعار السلع، الأمر الذي قد يمنح الأسواق دفعة من التفاؤل إذا تأكدت هذه الاتجاهات في القراءة الرسمية المنتظرة خلال الأيام المقبلة.
تقديرات فورية في عالم سريع التغير
تُعد التقديرات اللحظية أداة مهمة لفهم اتجاه الأسعار بين نشرات البيانات الشهرية الرسمية، إذ تسمح للأسواق والمحللين برصد مسار التضخم في الوقت الفعلي تقريبًا.
وتشير النماذج الأخيرة إلى أن أسعار السلع المعمرة، مثل السيارات والأجهزة الإلكترونية، شهدت انخفاضات طفيفة، في حين استقرت أسعار الغذاء والطاقة نسبيًا بعد فترة من التقلبات.
وفي المقابل، لا يزال قطاع الخدمات من الإيجارات إلى الرعاية الصحية يُظهر قدرًا من الصلابة، مما يُبقي معدل التضخم الأساسي أعلى من المستهدف الفيدرالي البالغ 2٪.
الأسواق المالية تترقب الأنفاس
انعكست هذه المؤشرات على حركة الأسواق المالية، حيث أبدت أسواق السندات الأمريكية حساسية شديدة لأي إشارة إلى تراجع التضخم.
فقد شهدت عوائد السندات طويلة الأجل بعض التراجع الطفيف، بينما ارتفعت مؤشرات الأسهم في جلسات متقطعة مع تزايد الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي قد يقترب من خفض أسعار الفائدة في 2026 إذا استمر مسار التهدئة.
ومع ذلك، فإن المستثمرين لا يزالون حذرين، إذ أن أي مفاجأة صعودية في بيانات الأسعار يمكن أن تعيد الضغوط على الأصول عالية التقييم، خصوصًا أسهم التكنولوجيا التي تعتمد على بيئة فائدة منخفضة للحفاظ على مستوياتها المرتفعة.
تحديات التباطؤ: الخدمات والأجور والطاقة
ورغم الإشارات الإيجابية، فإن الطريق نحو تراجع مستدام للتضخم لا يزال مليئًا بالتحديات.
فأسعار الخدمات تواصل مقاومتها للهبوط نتيجة ارتفاع تكاليف العمالة واستقرار الأجور عند مستويات مرتفعة، بينما يمكن لأي قفزة مفاجئة في أسعار النفط أو الطاقة أن تعيد تسخين الأسعار بسرعة.