البيتكوين يستقر حول مستوى 110 ألف دولار وسط سيولة ضعيفة في عطلة نهاية الأسبوع
تأثير الأسواق التقليدية على الأصول الرقمية
لا يمكن فصل أداء البيتكوين عن حركة الأسواق التقليدية، وخاصة الأسهم الأمريكية وسندات الخزانة. فالقوة الأخيرة في أسهم شركات التكنولوجيا مثل «آبل» و«أمازون» دعمت معنويات المستثمرين في الأصول عالية المخاطر، ومنها العملات الرقمية.
لكن بالمقابل، إذا ارتفعت عوائد السندات الأمريكية مجددًا أو جاءت بيانات التضخم أقوى من المتوقع، فقد يؤدي ذلك إلى إعادة تسعير المخاطر، وهو ما سيضغط على البيتكوين والعملات البديلة على حد سواء.
توجه الأنظار نحو بيانات الاقتصاد الأمريكي
ينتظر المتعاملون هذا الأسبوع صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) وتقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) في الولايات المتحدة، إذ يُتوقع أن تكون هذه المؤشرات حاسمة في تحديد اتجاه السياسة النقدية المقبلة للفيدرالي.
وفي حال جاءت البيانات ضعيفة وأشارت إلى تراجع الضغوط التضخمية، فقد يتجه المستثمرون نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى مجددًا، مما يمنح البيتكوين دفعة إضافية نحو الصعود. أما إذا جاءت البيانات قوية، فقد ترتفع توقعات بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، ما قد يضع ضغوطًا على السوق الرقمي بأكمله.
ما الذي يجب مراقبته في الأيام القادمة؟
تتجه الأنظار نحو عدة مؤشرات رئيسية يمكن أن تحدد اتجاه البيتكوين في المدى القريب:
تدفقات صناديق ETF، والتي ستعكس مدى اهتمام المؤسسات بالاحتفاظ بالبيتكوين في ظل الاستقرار الحالي.
معدلات التمويل (funding rates) في العقود الآجلة، كمؤشر على مراكز الشراء الممولة بالرافعة المالية.
مستويات الدعم والمقاومة الفنية قرب 108,000 و112,500 دولار.
خاتمة
يبدو أن البيتكوين يعيش مرحلة توازن مؤقتة في انتظار محفزات جديدة، سواء من الاقتصاد الأمريكي أو من تحركات المؤسسات الكبرى في السوق الرقمي. وبينما يرى البعض أن هذا الاستقرار قد يكون إشارة إيجابية على نضوج السوق واستقراره النسبي، يعتقد آخرون أنه هدوء ما قبل العاصفة، خاصة إذا تغيرت المعطيات الاقتصادية العالمية فجأة.
ومهما كانت الاتجاهات المقبلة، يبقى من الواضح أن البيتكوين أثبت مرة أخرى قدرته على الصمود في وجه التقلبات، محافظًا على مكانته كأصل رئيسي في النظام المالي الحديث، ومؤكدًا أنه لم يعد مجرّد "عملة مشفّرة" بل عنصر فاعل في مشهد الاستثمار العالمي.
