نسبة المخاطرة إلى العائد: الرياضيات وراء الأرباح المستمرة
نسبة المخاطرة إلى العائد: الرياضيات وراء الأرباح المستمرة
اسأل أي متداول ناجح عن سر الأرباح المستمرة، ونادرًا ما ستسمع عن مؤشر سحري أو استراتيجية خارقة. ستجد أن الإجابة الحقيقية تدور حول إدارة المخاطر، وهي الأساس الذي تُبنى عليه استدامة التداول.
وفي قلب إدارة المخاطر تأتي فكرة بسيطة لكنها قوية: نسبة المخاطرة إلى العائد (R:R).
في حين يركز الكثير من المتداولين على إيجاد نقطة الدخول المثالية، فإن الذين يحققون النجاح المستمر يفهمون أن كم تخاطر مقابل كم يمكن أن تربح هو العامل الأكثر تأثيرًا في النتيجة النهائية. حتى استراتيجية تحقق نسبة نجاح 40٪ فقط يمكن أن تكون مربحة إذا كان متوسط العائد أكبر بكثير من متوسط الخسارة.
فهم الرياضيات وراء نسبة المخاطرة إلى العائد يمنح المتداولين القدرة على اتخاذ قرارات عقلانية مبنية على البيانات، والابتعاد عن العواطف، وبناء قاعدة من الاتساق والاستقرار في الأداء.
شرح المفهوم: تبسيط فكرة نسبة المخاطرة إلى العائد
نسبة المخاطرة إلى العائد تقارن بين الخسارة المحتملة (المخاطرة) في الصفقة والربح المحتمل (العائد) منها. إنها ببساطة تجيب على سؤال واحد:
“كم أخاطر لأربح كم؟”
الصيغة الرياضية كالتالي:
نسبة المخاطرة إلى العائد = الخسارة المحتملة الربح المحتمل نسبة المخاطرة إلى العائد = \frac{الخسارة المحتملة}{الربح المحتمل}نسبة المخاطرة إلى العائد = الربح المحتمل الخسارة المحتملة
مثال:
إذا خاطرت بـ 100 دولار لتحقق 300 دولار، فالنسبة هي 1:3 (أو 0.33).
إذا خاطرت بـ 200 دولار لتحقق 100 دولار، فالنسبة هي 2:1 (أو 2.0).
لماذا هي قوية جدًا
تساعدك نسبة المخاطرة إلى العائد على:
تقدير جودة الصفقة بموضوعية.
المقارنة بين الفرص المختلفة.
تحديد عدد المرات التي يجب أن تفوز فيها لتظل مربحًا.
في التداول، تعمل نسبة الفوز (عدد الصفقات الرابحة مقارنة بالإجمالية) ونسبة المخاطرة إلى العائد معًا لتحديد الربحية العامة.
لا تحتاج إلى الفوز دائمًا فقط عليك إدارة الأرقام بشكل صحيح.
التطبيق العملي: كيف تستخدم النسبة في التداول اليومي
فهم المفهوم شيء، وتطبيقه بفعالية شيء آخر. إليك كيفية دمج فكرة R:R في ممارستك اليومية للتداول.
1. تحديد أوامر وقف الخسارة وجني الأرباح
قبل الدخول في أي صفقة:
حدد وقف الخسارة: النقطة التي ستغادر فيها الصفقة إذا سارت ضدك.
حدد جني الأرباح: النقطة التي ستغلق عندها الصفقة بربح.
مثال:
إذا اشتريت سهماً بسعر 100 دولار، وضعت وقف الخسارة عند 95 دولاراً (مخاطرة 5 دولارات)، وهدف الربح عند 115 دولاراً (عائد 15 دولاراً)، فالنسبة هي 1:3.
2. ضبط حجم الصفقة
بمجرد معرفة مقدار المخاطرة، يمكنك حساب حجم الصفقة المناسب.
إذا كنت مستعدًا للمخاطرة بـ 100 دولار والوقف يبعد 2 دولار، فيمكنك شراء 50 سهماً (100 ÷ 2 = 50).
هكذا تضمن اتساق المخاطرة في كل صفقة، بغض النظر عن نوع الأصل المتداول.
3. تصفية الفرص
استخدم نسبة R:R كمرشح للصفقات:
لا تدخل أي صفقة تقل عن 1:2 أو 1:3.
تجنب الصفقات التي تخاطر فيها كثيرًا مقابل ربح بسيط.
بمرور الوقت، هذا الانضباط يعزز أداءك بشكل كبير.
دراسة حالة: عندما تتحول الأرقام إلى أرباح
لنفترض المثال التالي:
المتداول (أ) والمتداول (ب) نفذا 10 صفقات، وكل منهما يخاطر بـ 100 دولار في الصفقة الواحدة.
| المتداول | المتوسط R:R | نسبة الفوز | إجمالي الأرباح | إجمالي الخسائر | النتيجة النهائية |
|---|---|---|---|---|---|
| أ | 1:1 | 70٪ | 7 × 100 = 700 | 3 × 100 = 300 | +400 |
| ب | 1:3 | 40٪ | 4 × 300 = 1200 | 6 × 100 = 600 | +600 |
لاحظ أن المتداول (ب) خسر أكثر مما ربح من حيث عدد الصفقات، لكنه حقق ربحًا أكبر لأن العائد لكل صفقة رابحة يفوق الخسائر.
وهنا تظهر قوة التفكير الاحتمالي في التداول: لست بحاجة لأن تكون على صواب دائمًا، فقط عليك أن تكون مستعدًا رياضيًا عندما تكون على صواب.