انهيار سوق العملات الرقمية في أكتوبر يعكس تراكمًا أكثر من ذعر وفقًا للمحللين
انهيار سوق العملات الرقمية في أكتوبر يعكس تراكمًا أكثر من ذعر وفقًا للمحللين
على الرغم من الانخفاض الحاد الذي شهدته العملات الرقمية في أكتوبر، يرى المحللون أن ما حدث أقرب إلى مرحلة تجميع منه إلى حالة ذعر. فبينما انخفضت أسعار البيتكوين وغيرها من العملات الرئيسية بمعدلات مشابهة لهبوط عام 2021، إلا أن سلوك المستثمرين هذه المرة يختلف جذريًا. فبدلًا من الهروب الجماعي، تشير البيانات إلى أن المحافظ الصغيرة والمتوسطة تواصل الشراء التدريجي، في حين تبقى الاحتياطيات في المنصات عند مستويات منخفضة.
هبوط مؤلم... لكنه مختلف
تراجعت أسعار معظم العملات الرقمية بشكل حاد في أكتوبر، ما أدى إلى موجة تصفيات واسعة في مراكز التداول بالرافعة المالية. ومع ذلك، تشير تحليلات السوق إلى أن الانخفاض هذه المرة لم يصاحبه تدفق كبير من العملات إلى المنصات للبيع، كما كان يحدث في الانهيارات السابقة.
وبحسب تقارير، فإن احتياطيات العملات الرقمية في المنصات المركزية لا تزال منخفضة، مما يعني أن المستثمرين يفضّلون الاحتفاظ بأصولهم خارج المنصات (في المحافظ الشخصية)، وهي إشارة إيجابية على المدى الطويل. كما أظهرت بيانات الشبكة أن المستثمرين الأفراد الصغار يقومون بتجميع البيتكوين في مستويات الأسعار الحالية، ما يدل على ثقة نسبية رغم التقلبات.
الأسباب وراء تقلب السوق
تتعدد الأسباب التي دفعت السوق إلى هذا التراجع الحاد، إلا أن أبرزها يتمثل في الرافعة المالية المفرطة في الأسواق المشتقة. فقد أدى تراكم المراكز المفتوحة بتمويل مرتفع إلى زيادة حدة الحركة الهبوطية عندما بدأت موجة التصفية.
لكن المحللين يشيرون أيضًا إلى تحول هيكلي مهم في السوق: فالمشهد اليوم يضم مستثمرين مؤسسيين واستراتيجيين أكثر مقارنة بالسنوات السابقة، مما يجعل عمليات البيع أقل عشوائية وأكثر انتقائية. كما لعبت الظروف الكلية العالمية مثل تقلب توقعات أسعار الفائدة والتوترات التجارية دورًا في الضغط على الأصول عالية المخاطر، بما فيها العملات الرقمية.
التحديات والمخاطر
رغم مؤشرات "الصبر الاستثماري"، تبقى المخاطر عالية في سوق لا يزال عرضة للتقلبات الشديدة. ومن أبرز هذه المخاطر:
استمرار التقلبات الحادة نتيجة ضعف السيولة في بعض المنصات.
الهبوط الكاذب (False Bottoms) الذي قد يغري المستثمرين بالدخول المبكر قبل اكتمال دورة التصحيح.
