الأسواق العالمية للأسهم تتراجع وسط موجة بيع في قطاع الذكاء الاصطناعي
الأسواق العالمية للأسهم تتراجع وسط موجة بيع في قطاع الذكاء الاصطناعي
شهدت أسواق الأسهم العالمية موجة تراجع حادة هذا الأسبوع، بعدما قادت أسهم شركات الذكاء الاصطناعي عمليات بيع واسعة النطاق أعادت إلى الواجهة تساؤلات قديمة حول التقييمات المبالغ فيها ومتانة موجة الصعود التكنولوجية الأخيرة. فقد انخفضت مؤشرات كبرى مثل ناسداك وستاندرد آند بورز 500 بشكل ملحوظ، مع تعرض أسماء بارزة في مجال الذكاء الاصطناعي مثل إنفيديا وأوراكل لضغوط قوية، في تحرك أربك المستثمرين الذين اعتادوا على أداء شبه أحادي الاتجاه لهذا القطاع.
في المقابل، سلكت المعادن النفيسة مساراً معاكساً. فقد قفزت أسعار الفضة إلى مستوى قياسي جديد قرب 66.46 دولار للأونصة، بينما واصل الذهب مكاسبه، في إشارة واضحة إلى تحوّل جزء من رؤوس الأموال نحو الملاذات الآمنة. هذا التباين الحاد بين الأسهم عالية النمو والأصول الدفاعية يعكس حالة توتر متزايدة في الأسواق، حيث يعيد المستثمرون تقييم مخاطرهم في ظل بيئة اقتصادية وجيوسياسية غير مستقرة.
ما الذي يقف وراء موجة البيع؟
أحد أبرز المحركات يتمثل في جني الأرباح. فقد شهدت أسهم الذكاء الاصطناعي ارتفاعات قوية خلال الأشهر الماضية، مدفوعة بتوقعات متفائلة بشأن الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية للحوسبة والرقائق ومراكز البيانات. ومع وصول العديد من هذه الأسهم إلى تقييمات مرتفعة تاريخياً، بدا من الطبيعي أن يلجأ المستثمرون إلى تقليص مراكزهم، خصوصاً في ظل غياب محفزات جديدة قصيرة الأجل تبرر استمرار الصعود بالوتيرة نفسها.
إلى جانب ذلك، تلعب حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي دوراً متزايداً. فالتوترات الدولية، إلى جانب الغموض بشأن مسار السياسة النقدية الأميركية، عززت الطلب على الأصول الآمنة. ومع عودة القلق إلى الواجهة، بات المستثمرون أقل استعداداً لتحمل المخاطر المرتفعة المرتبطة بأسهم النمو، وأكثر ميلاً للتحوّط عبر الذهب والفضة.
ولا يمكن إغفال تأثير العوائد المرتفعة على السندات وقوة الدولار. فارتفاع عوائد السندات الأميركية يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأسهم، لا سيما تلك التي تعتمد تقييماتها على أرباح مستقبلية بعيدة. كما أن قوة الدولار تشكل ضغطاً إضافياً على الأصول الخطرة والأسواق العالمية، ما يعمق من موجة التراجع.
مخاطر تتجاوز قطاع التكنولوجيا
رغم أن الشرارة انطلقت من قطاع الذكاء الاصطناعي، فإن المخاطر تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك. فالأسهم التكنولوجية الكبرى تشكل وزناً ثقيلاً في المؤشرات الرئيسية، وأي تراجع حاد فيها ينعكس سريعاً على السوق ككل. وإذا استمرت عمليات الخروج من أسهم الشركات العملاقة، فقد يواجه السوق الأوسع ضغوطاً إضافية، حتى في القطاعات التي لم تشهد ارتفاعات مبالغاً فيها.