ارتفاع طفيف في أسعار النفط مع توقف OPEC+ عن زيادة الإنتاج حتى 2026: لكن مخاطر الفائض ما تزال قائمة
ارتفاع طفيف في أسعار النفط مع توقف OPEC+ عن زيادة الإنتاج حتى 2026: لكن مخاطر الفائض ما تزال قائمة
بدأت أسعار النفط الأسبوع على نغمة صعودية خفيفة بعد فترة من الضعف والضغوط البيعية التي ضربت السوق لأسابيع متتالية. وجاء هذا التحسن عقب إعلان تحالف OPEC+ التوقف عن رفع الإنتاج حتى الربع الأول من عام 2026، وهو قرار اعتبره كثيرون بمثابة “استراحة تكتيكية” وسط حالة عدم اليقين التي تخيّم على توقعات الطلب العالمي.
ورغم أن الارتفاع جاء محدودًا، إلا أن المتعاملين في السوق رأوا فيه إشارة أولية على استقرار قصير المدى، بينما ظلّت الصورة طويلة الأجل ملبدة بالعديد من التحديات، أبرزها مخاطر فائض المعروض.
لماذا ارتفعت أسعار النفط؟
هناك ثلاثة عوامل أساسية أسهمت في هذا الارتفاع الطفيف:
1. قرار OPEC+ بتجميد زيادات الإنتاج
أعلن التحالف أنه لن يقوم بأي زيادات جديدة في الإنتاج حتى نهاية الربع الأول من 2026، وهو قرار استهدف بالدرجة الأولى وقف تدهور الأسعار بعد شهور من الضغوط.
ورغم أن هذا القرار ليس خفضًا فعليًا، فإن تأجيل الزيادات يمنح الأسواق فرصة لامتصاص الفائض الحالي وتحقيق توازن نسبي.
2. ارتداد تقني بعد موجة هبوط حادة
شهدت الأسعار خلال الأسابيع الماضية عمليات بيع مكثفة دفعت بعض المستثمرين إلى إعادة الشراء بهدف اقتناص فرص سعرية، مما أدى إلى ارتفاع تصحيحي طبيعي في السوق.
3. استمرار التوترات الجيوسياسية
الأسواق ما تزال تتفاعل مع التوترات في الشرق الأوسط وأماكن أخرى، والتي تضيف عادة "علاوة مخاطر" إلى أسعار النفط، حتى لو كانت تأثيراتها غير مباشرة.
لكن… لماذا تبقى مخاطر الفائض قائمة؟
رغم هذا الارتفاع، فإن المحللين متفقون تقريبًا على أن أسواق النفط ليست بعيدة عن الدخول في مرحلة فائض جديد في المعروض.
وترتبط المخاطر بثلاثة عناصر رئيسية:
1. ضعف الطلب العالمي
ثلاث من أكبر الاقتصادات العالمية تواجه تباطؤًا بدرجات متفاوتة.
هذا التباطؤ يعني أن مصانع أقل تعمل، وشحن أقل يتحرك، واستهلاكاً أقل للوقود.
2. الإنتاج المرتفع خارج OPEC+
الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تواصل إنتاج النفط عند مستويات قياسية بالقرب من 13 مليون برميل يوميًا، مما يقلل من تأثير أي خطوات لتقييد المعروض من قبل OPEC+.
3. تغيرات هيكلية في الاستهلاك العالمي
العالم يتحرك تدريجيًا نحو الطاقة النظيفة، ومع أنها عملية طويلة، إلا أنها تضغط على توقعات الطلب على النفط في السنوات المقبلة.