وول ستريت تتوقف قبل إعلان الفيدرالي: إشارات مختلطة بينما ينتظر المستثمرون دلائل على أسعار الفائدة
وول ستريت تتوقف قبل إعلان الفيدرالي: إشارات مختلطة بينما ينتظر المستثمرون دلائل على أسعار الفائدة
مقدمة / الصورة الكبرى
تجد وول ستريت نفسها على أعتاب أسبوع حاسم، حيث يعيش المستثمرون حالة من الحذر والترقب. مع اقتراب اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، يسود السوق شعور مختلط بين التفاؤل والشكوك بشأن التوجه القادم لأسعار الفائدة.
تحركات السوق الأخيرة
تداولت العقود المستقبلية لمؤشرات الأسهم الأميركية على هدوء يوم الاثنين، في إشارة إلى نهج حذر من السوق قبيل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي.
ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 68 نقطة، وزاد مؤشر S&P 500 بمقدار 12 نقطة، وارتفع ناسداك 25 نقطة في التداولات قبل الافتتاح.
على الرغم من ضعف أداء سبتمبر تاريخيًا، فقد سجلت المؤشرات الكبرى، بما في ذلك S&P 500 وناسداك، مكاسب، مع تسجيل بعضها مستويات قياسية الأسبوع الماضي.
في أسواق العملات، بقي الدولار الأميركي مستقرًا مقابل سلة من العملات، بينما شهد الذهب وسندات الخزانة تحركات محدودة.
ارتفع عائد سندات الخزانة لعشر سنوات قليلاً إلى 4.08%، مما يشير إلى زيادة طفيفة في تكاليف الاقتراض.
البيانات الاقتصادية والإشارات الكلية
ساهمت بعض البيانات الاقتصادية في إثارة حالة عدم اليقين السائدة.
أظهرت تقارير التضخم الأخيرة، بما في ذلك مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) ومؤشر أسعار المنتجين (PPI)، إشارات مختلطة؛ إذ ارتفعت أسعار المستهلكين بينما تراجعت أسعار المنتجين، ما يوحي بتخفيف الضغوط التضخمية.
كانت بيانات التوظيف محور اهتمام المستثمرين أيضًا، حيث أظهرت تباطؤ نمو الوظائف وارتفاع طلبات البطالة، مما زاد المخاوف بشأن قوة سوق العمل.
هذه العوامل عززت توقعات أن الاحتياطي الفيدرالي قد يتبنى سياسة نقدية أكثر تيسيرًا.
ما قد تشير إليه إشارات الفيدرالي
السوق أصبح يتوقع عدة تخفيضات محتملة لأسعار الفائدة قبل نهاية 2025، وهو اتجاه أقوى مما كان متوقعًا قبل عدة أشهر.
مع ذلك، يحذر المحللون من أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، قد يركز على التضخم وعدم اليقين المرتبط بالرسوم الجمركية، مما قد يقلل من توقعات التيسير النقدي.
سلوك المستثمرين
يعكس سلوك المستثمرين حالة عدم اليقين السائدة، فبينما أظهرت بعض القطاعات مثل التكنولوجيا مرونة نسبية، بقيت قطاعات أخرى متراجعة.
على سبيل المثال، ارتفعت أسهم تسلا بنسبة 6.4% في التداولات قبل الافتتاح بعد إعلان الرئيس التنفيذي إيلون ماسك شراء 2.57 مليون سهم في 12 سبتمبر.
في المقابل، تراجعت أسهم نفيديا بنسبة 1.7% بعد إعلان استمرار تحقيق الهيئات التنظيمية الصينية بشأن الاحتكار في الشركة المتخصصة بشرائح الذكاء الاصطناعي.
السيناريوهات المحتملة وما قد يحرك السوق
السيناريو الأول: إذا قدم الاحتياطي الفيدرالي إشارات تيسيرية، قد ترتفع الأسواق، وتعدل الأسهم والعوائد وفقًا لذلك.
السيناريو الثاني: إذا ظل الاحتياطي الفيدرالي متشددًا أو حذرًا، قد تتراجع الأصول ذات المخاطر، ويزيد التقلب في السوق.
كما يمكن أن تؤثر المخاطر الخارجية مثل الصدمات الجيوسياسية، مشكلات سلاسل الإمداد، والسياسات الخارجية، أو ارتفاع التضخم غير المتوقع على اتجاه السوق.
ما يجب متابعته
اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي: توقيت وبيانات الاجتماع ستكون حاسمة.
البيانات الاقتصادية المقبلة: التضخم، الوظائف، ومؤشرات اقتصادية أخرى تعطي مؤشرًا على صحة الاقتصاد.
موسم الإفصاحات المالية: نتائج الشركات الكبرى قد تغيّر معنويات المستثمرين بشكل واسع.
تداعيات للمستثمرين
بالنسبة للمستثمرين العاديين، من المهم الوعي بالمخاطر، الحاجة للتحوط، والحفاظ على التنويع.
بالنسبة للمقترضين والمدخرين، هناك تداعيات على أسعار الفائدة، القروض، والادخار.
بالنسبة لمخططي المال، من الحكمة تعديل التوقعات إذا تحرك الفيدرالي بشكل مختلف عن الاعتقاد السائد حاليًا.
الخلاصة
الأسواق في حالة انتظار وحذر، في ترقب للإشارات القادمة من الاحتياطي الفيدرالي.
من المرجح أن تحدد التواصلات القادمة للبنك الفيدرالي ما إذا كانت هذه الحالة المختلطة من المعنويات ستتحول نحو التفاؤل أو المخاطر.
في أوقات عدم اليقين، يكون الوضوح في البيانات والتصريحات أمرًا بالغ الأهمية، سواء للأسواق أو لتخطيط الشؤون المالية الشخصية.