تراجع الأسواق الأوروبية مع عودة الخلاف الدفاعي بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي وتصاعد التوترات في قطاع الرقائق

ومضة الاقتصادي

تراجع الأسواق الأوروبية مع عودة الخلاف الدفاعي بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي وتصاعد التوترات في قطاع الرقائق

بدأت الأسواق الأوروبية أسبوعها على وقع حالة من عدم اليقين، بعدما دفعت مجموعة من الضغوط الجيوسياسية والخلافات في السياسات والتوترات في سلاسل التوريد المؤشرات الرئيسية نحو المنطقة الحمراء. ما بدا في البداية جلسة تداول عادية تحوّل سريعًا إلى تذكير بمدى هشاشة أوروبا، خصوصًا عندما تتعرض لضغوط متزامنة في تنسيقها الدفاعي وشبكات التوريد الخاصة بأشباه الموصلات.

عاد الخلاف بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي حول الالتزامات الخاصة بتمويل الدفاع في وقت حساس للغاية، إذ كان المستثمرون بالفعل متخوفين من البيانات الاقتصادية الضعيفة واستمرار الضغوط التضخمية. ومع ظهور خلاف سياسي جديد، تعرضت الأسهم الأوروبية لضغط فوري، خاصة القطاعات التي تعتمد على التعاون العابر للحدود والإنفاق طويل الأمد.

لكن القصة لا تتوقف عند حدود الدفاع. فهناك تحدٍّ عالمي أكبر يلوح في الأفق: توترات متصاعدة في سلسلة توريد أشباه الموصلات، بعد ظهور خلاف يخص مورّدًا آسيويًا رئيسيًا هو شركة وينغ تيك، ما أثار القلق لدى الشركات الغربية التي تعتمد على تدفق مكونات سريع ومستقر سياسيًا. ومع تزايد التوترات، بدأت الأسواق تسعّر احتمالات حدوث اختناقات جديدة في الإمدادات وهو سيناريو كان يُعتقد أنه أصبح من الماضي بعد أزمة نقص الرقائق أثناء الجائحة.

وبذلك، شكّلت أزمة التمويل الدفاعي وتوترات قطاع الرقائق مزيجًا مثاليًا لمناخ تداول يتسم بالحذر الشديد.

عودة الخلاف الدفاعي الذي لم تكن الأسواق بحاجة إليه

يأتي الخلاف الدفاعي في لحظة أصبحت فيها الأسواق حساسة للغاية تجاه أي مؤشر على تراجع التنسيق الجيوسياسي داخل أوروبا. ورغم أن بريطانيا والاتحاد الأوروبي يشدّدان على أهمية تعزيز القدرات الدفاعية في ظل عالم غير مستقر، فإن مساراتهما في ما يخص الميزانيات والمشتريات والاستراتيجية لا تزال متباعدة.

الأسواق لا تحب التباين خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالسياسات الدفاعية. فشركات الصناعات الدفاعية والفضائية والمورّدون الاستراتيجيون يعتمدون على مصادر تمويل طويلة المدى ومنسّقة. وعندما تبدأ الخلافات السياسية بتهديد تلك التدفقات، غالبًا ما تتراجع أسهم القطاع. وهذا ما حدث بالفعل.

كما يثير الخلاف أسئلة أكبر: هل يمكن لهذا الشرخ أن يمتد لاحقًا إلى التجارة أو التنظيم أو التخطيط الصناعي؟ بالنسبة للمستثمرين، هذه الأسئلة لها ثقل مالي واضح.

توترات قطاع الرقائق تعيد شبح الاضطرابات العالمية

في الوقت نفسه تقريبًا، عادت التوترات في سلسلة توريد أشباه الموصلات إلى الواجهة. إذ أثارت التقارير المرتبطة بشركة وينغ تيك مخاوف جديدة في قطاع لا يزال يتعافى من أزمة نقص الرقائق العالمية.

تم نسخ الرابط