الذهب يواصل رحلة الصعود: مكاسب شهرية رابعة تعزز الزخم وسط رهانات قوية على خفض الفائدة الأميركية

ومضة الاقتصادي

الذهب يواصل رحلة الصعود… مكاسب شهرية رابعة تعزز الزخم وسط رهانات قوية على خفض الفائدة الأميركية

يعيش الذهب واحدة من أطول موجات الصعود التي يشهدها خلال العام، إذ يتجه لتحقيق المكسب الشهري الرابع على التوالي، مدفوعاً بحالة تفاؤل واسعة تسود الأسواق بخصوص نية الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع ديسمبر. ومع ارتفاع السعر الفوري بنسبة 0.7% ليصل إلى حدود 4185 دولاراً للأونصة، تتعزز قناعة المستثمرين بأن المعدن الأصفر يعود مجدداً إلى دائرة الضوء.

ضعف الدولار وتغير المزاج النقدي للسياسة الأميركية

تاريخياً، يتحرك الذهب عكس الدولار الأميركي، وقد شهدنا خلال الأسبوع الأخير أضعف أداء للدولار منذ يوليو، ما أتاح بيئة مثالية لعودة الطلب على الذهب. هذا التراجع في العملة الأميركية جاء بالتزامن مع تحوّل مفاجئ في مزاج الفيدرالي، بعدما صدرت تصريحات من مسؤولين بارزين توحي بأن وقت التخفيف النقدي قد يكون أقرب مما كان متوقعاً.

وتشير الأسواق المستقبلية الآن إلى احتمال يتجاوز 85% بأن يشهد اجتماع ديسمبر أول خفض للفائدة منذ دورة التشديد الأخيرة. هذا التحوّل وحده كفيل بإشعال موجة شراء قوية للذهب، إذ عادة ما تنخفض العوائد الحقيقية للسندات مع أي خفض للفائدة، ما يعزز جاذبية الذهب كأصل لا يدرّ عائداً.

اضطرابات الأسواق الفنية تضاعف تأثير الحركة

ولم يكن الأساس الاقتصادي وحده هو الداعم لصعود الأسعار؛ فقد ساهمت المشكلات الفنية في بورصة المشتقات الأميركية (CME) خلال الأسبوع الماضي في خلق حالة سيولة منخفضة في سوق العقود الآجلة للذهب. ومع انخفاض عدد المتعاملين وغياب السيولة الكافية، تصبح الأسعار أكثر عرضة لتحركات حادة في الاتجاهين. وقد استفاد الذهب من هذا الوضع عبر تسارع في موجات الشراء، ما عزز الصعود وأعطاه زخماً أكبر مما كان يمكن أن يحدث في ظروف طبيعية.

لكن… خلف هذا البريق توجد مخاطر تُقلق المستثمرين

ورغم المكاسب الملفتة، فإن الصورة ليست خالية من المخاطر. فقيام الفيدرالي الأميركي بإرسال إشارة واحدة فقط أقل dovish من المتوقع كفيل بقلب المشهد. فلو قلّل البنك من احتمالات خفض الفائدة أو أشار إلى أن التضخم ما زال يتطلب مزيداً من التشدد، فقد ترتفع العوائد الحقيقية بسرعة، وهو ما يُعتبر سيناريو ضاغطاً على الذهب.

كما أن اعتماد السوق حالياً على ظروف فنية غير مستقرة مثل ضعف السيولة وتوسع الفوارق السعرية يعني أن أي تصحيح قد يكون حاداً بنفس درجة الصعود.

تم نسخ الرابط