ارتفاع طفيف في الأسهم الأوروبية مع آمال خفض الفائدة وهمسات عن تسوية أوكرانية قبل ميزانية بريطانيا
ارتفاع طفيف في الأسهم الأوروبية مع آمال خفض الفائدة وهمسات عن تسوية أوكرانية قبل ميزانية بريطانيا
سجلت أسواق الأسهم الأوروبية ارتفاعًا طفيفًا في جلسة أمس، حيث ارتفع مؤشر STOXX 600 بنحو 0.2%، بينما أضافت مؤشرات كبرى في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مكاسب متواضعة. كان المزاج العام في السوق متأثرًا بثلاثة محركات رئيسية: تجدد الآمال بخفض أسعار الفائدة الأميركي، أنباء إيجابية متقطعة حول محادثات تهدئة الصراع في أوكرانيا، وتراجع الضغوط في أسواق السندات والعملات قبيل إصدار ميزانية المملكة المتحدة المنتظرة.
ما الذي حفّز هذا التحسّن؟
أولاً، انعكاس توقعات السياسة النقدية في الولايات المتحدة ساهم بشكل ملحوظ في دعم شهية المخاطرة عالمياً. توقعات متزايدة بشأن احتمال خفض سعر الفائدة في وقت أقرب من المتوقع خففت من ضغوط أسعار الفائدة، ما أعطى دفعًا للأسهم خاصة في القطاعات الحساسة بمعدلات الفائدة مثل التكنولوجيا والسلع الرأسمالية.
ثانيًا، تقارير وتحليلات دبلوماسية عن تواصل مباحثات قد تؤدي إلى تراجع حدّة التصعيد في أوكرانيا اتُقيَدت بالحذر لكنها أعطت المستثمرين فسحة أمل بأن المخاطر الجيوسياسية قد تخف تدريجيًا. أي بوادر استقرار في الساحة الجيوسياسية غالبًا ما تُستقبل إيجابياً من أسواق الأسهم لارتباطها بتقليل مخاطر الطاقة واضطرابات سلاسل التوريد.
ثالثًا، قرب صدور ميزانية المملكة المتحدة خلق حالة من الترقب؛ ومع تلاشي بعض الضغوط السابقة في أسواق السندات والعملات، بدا المستثمرون أكثر ارتياحًا لتجربة رفع مراكز معتدلة في الأوراق المالية البريطانية والأوروبية قبل الإعلان الرسمي عن الإجراءات الضريبية والإنفاقية.
من الرابح والخاسر؟
القطاعات الدورية والدعائية التي تستفيد من تحسّن النمو والمحفزات النقدية كانت أفضل أداء خلال الجلسة. أسهم البنوك والتأمينات شهدت تحركات إيجابية طفيفة نتيجة تراجع مخاوف أسعار الفائدة القصوى، فيما استجابت أسهم الشركات الصناعية والتكنولوجيا لصعود شهية السوق نحو الأصول ذات المخاطر المعتدلة. بالمقابل، القطاعات الدفاعية والطاقة شهدت أداءً متباينًا اعتمادًا على الأخبار الجيوسياسية وأسعار السلع الأولية.
في المقابل، لا تزال أسهم البنوك الأوروبية تتعامل مع عوامل ضغط هيكلية أوسع، من ضمنها التعرض لتمويل بالدولار ومخاوف السيولة في حال تذبذب أسواق الصرف وهي مخاطر يمكن أن تمنع تعافيًا قويًا لأسهم القطاع حتى تتضح الصورة.