هوس الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يضرب أسواق الائتمان: ديون شركات التكنولوجيا الكبرى تدق ناقوس الخطر
هوس الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يضرب أسواق الائتمان: ديون شركات التكنولوجيا الكبرى تدق ناقوس الخطر
في الوقت الذي يعيش فيه العالم سباقاً تاريخياً على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية، بدأت أسواق الائتمان العالمية ترسل إشارات إنذار واضحة: ديون شركات التكنولوجيا الكبرى ترتفع بوتيرة غير مسبوقة، والمحللون يربطون ذلك مباشرة بحمى الاستثمار في مراكز البيانات، الخوادم، والرقائق المتقدمة.
هذا الاندفاع الهائل لتمويل توسعات الذكاء الاصطناعي، والذي كان يُنظر إليه قبل أشهر على أنه مجرّد “ثورة استثمارية”، بدأ الآن يُقرأ في الأسواق بوصفه مصدراً لمخاطر مالية جديدة قد تمتدّ إلى الأسهم، السندات، ونظرة المستثمرين للقطاع بأكمله.
لماذا ارتفعت ديون شركات التكنولوجيا الكبرى؟
ارتفاع الديون ليس صدفة، بل نتيجة تلاقي ثلاثة عوامل رئيسية:
1. تكاليف ضخمة لبناء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد خوارزميات؛ بل يحتاج إلى:
مراكز بيانات عملاقة
شرائح عالية القدرة (GPUs/TPUs)
أنظمة تبريد متقدمة
استهلاك كهرباء بمستويات غير مسبوقة
هذه الاستثمارات تكلّف مليارات الدولارات سنوياً، وغالباً تُموّل عبر الديون.
2. أسعار فائدة أقل نسبياً مقارنة بالطلب الاستثماري
حتى مع ارتفاع الفائدة عالمياً، ما تزال شركات التكنولوجيا تتمتع بسهولة الوصول إلى التمويل بفضل:
ميزانياتها الضخمة
ثقة المستثمرين في قدرتها على توليد الأرباح
تصنيفها الائتماني المرتفع
وهذا يشجعها على الاقتراض لتمويل خطط توسع سريعة.
3. سباق تنافسي لا يسمح بالتوقف
شركات مثل مايكروسوفت، أبل، أمازون، وغوغل لا تريد خسارة السباق في:
نماذج اللغة الضخمة
خدمات الحوسبة السحابية
تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي
البنية التحتية السحابية
لذا تفضّل المخاطرة بديون أعلى بدلاً من التخلف عن المنافسين.
لماذا ترى الأسواق ذلك كجرس إنذار؟
القلق لا يتعلق بحجم الديون فقط، بل بسرعة تراكمها مقارنة بإيرادات القطاع.
1. ارتفاع مستويات الرافعة المالية
بعض شركات التكنولوجيا رفعت مديونيتها بشكل يتجاوز النمو الفعلي في التدفقات النقدية. هذا يثير مخاوف بشأن:
قدرة الشركات على السداد
تأثير الفوائد على أرباحها
إمكانية حدوث فجوة بين توقعات المستثمرين والواقع
2. مخاطر ارتفاع تكلفة التمويل إذا بقيت الفائدة مرتفعة
مع وجود توقعات أن الفائدة قد تبقى مرتفعة لفترة أطول، يصبح إعادة التمويل أكثر تكلفة، ما يعني:
انخفاض هامش الأرباح
تراجع القدرة على الاستثمار
احتمالات خفض التوظيف أو تقليص المشاريع
3. هل فقاعة الذكاء الاصطناعي قريبة؟
الأسواق بدأت تتساءل:
هل حجم الإنفاق على مراكز البيانات يتجاوز العوائد الحقيقية المتوقعة من الذكاء الاصطناعي في المدى القصير؟
إذا كانت العوائد أقل من التوقعات، فإن:
الديون ستتحول إلى عبء
تقييمات الأسهم قد تتراجع
مستثمري السندات قد يطلبون عوائد أعلى (Spreads)