قلق التقييمات التكنولوجية يضغط على الأسواق رغم قوة الأرباح
قلق التقييمات التكنولوجية يضغط على الأسواق رغم قوة الأرباح
بعد فترة قصيرة من الانتعاش الهش، عاد القلق ليسيطر على الأسواق العالمية، وهذه المرة عبر بوابة التكنولوجيا. فمع تجدد المخاوف حول تضخم تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي وارتفاع مضاعفات الربحية، شهدت المؤشرات العالمية تراجعاً ملحوظاً، وقاد مؤشر ناسداك هذه الخسائر بانخفاض يقارب 2.2% في جلسة واحدة، بحسب تقارير.
ورغم أن موسم الأرباح الأخير قد جاء قوياً إلا أن هذا لم يكن كافياً لطمأنة سوق أصبحت شديدة الحساسية لهذه الفئة من الأسهم.
النمو الكبير… لكن بأسعار أكبر
لا يخفى على أحد أن شركات التكنولوجيا الكبرى، خاصة المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، قد أصبحت العمود الفقري لصعود الأسواق العالمية في آخر عامين. إذ جذبت هذه الشركات مليارات من رؤوس الأموال، وباتت تشكل وزناً ضخماً في المؤشرات، حتى إن أداء السوق ككل بات يتأثر بشكل مباشر بأي حركة في تلك الشركات.
لكن هذا النجاح السريع أدى إلى شيء آخر:
تقييمات مرتفعة جداً، في بعض الأحيان أعلى مما تحتمله أساسيات النشاط التجاري.
ومع كل تقرير أو تحليل يشير إلى تشبع سعري أو تضخم مفرط في التقييمات، يعود السوق ليتذبذب بعنف. ففي البيئة الحالية، لا مجال للخطأ:
أي تقرير أرباح دون المستوى قد يسبب تصحيحاً حاداً.
أي خيبة أمل في مسار الذكاء الاصطناعي قد تهدد موجة النمو الحالية.
بكلمات أخرى، التوقعات أصبحت أعلى من قدرة الشركات على تلبية كل هذا التفاؤل بنفس الوتيرة.
مخاوف تمتد إلى بنية السوق ككل
ورغم أن القلق يتمحور حول التكنولوجيا، إلا أن لهذا القلق تأثيراً مضاعفاً:
ضيق قاعدة النمو (Market Breadth)
يعتمد السوق اليوم على عدد محدود من شركات التكنولوجيا الضخمة. وهذا ما يبقي المؤشرات عرضة لهزات متتالية. فإذا تراجعت تلك الشركات، ينعكس ذلك على المؤشرات كافة بشكل مبالغ فيه.
احتكاك بين النمو الاقتصادي والتقييمات
مع تباطؤ النمو العالمي وارتفاع تكلفة التمويل، يبدو أن الأسواق أصبحت مطالَبة بربط قصة الذكاء الاصطناعي بواقع مالي أكثر صرامة، لا بوعود مستقبلية فقط.
قلق واسع حول مستويات الفائدة
استمرار أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة يجعل مضاعفات التقييم العالية أكثر صعوبة. فالمستثمر الذي كان يقبل بشراء أسهم عند مضاعفات 30 أو 40 مرة من الأرباح يجد الآن أن السندات ذات العائد المرتفع أصبحت أكثر جاذبية نسبياً.