400 مليار دولار تتبخّر من سوق العملات المشفّرة خلال أسبوع مع انهيار بيتكوين

ومضة الاقتصادي

400 مليار دولار تتبخّر من سوق العملات المشفّرة خلال أسبوع مع انهيار بيتكوين

شهدت أسواق العملات المشفّرة أسبوعاً صاخباً قلّما يشهد له تاريخ هذا القطاع شديد التقلب. ففي غضون أيام قصيرة، اختفى ما يقرب من 400 مليار دولار من القيمة السوقية للعملات المشفّرة، وفق بيانات، لتدخل السوق في واحدة من أسرع موجات الانكماش منذ العام الماضي. وفي قلب العاصفة تقف بيتكوين، التي هبطت إلى مستويات قاربت 81,919 دولاراً، لتسجّل انخفاضاً بأكثر من 10% خلال 24 ساعة، وخسارة تتجاوز ثلث قيمتها منذ ذروة أكتوبر.

إنه تذكير صارخ بأن السوق التي ترتفع بسرعة، يمكنها أن تنقلب بدرجة أسرع.

ما الذي حدث؟

الانهيار المفاجئ يعود إلى تضافر عدة عوامل شكّلت “عاصفة مثالية” للهبوط:

تحوّل السوق نحو وضع “تجنّب المخاطر”
مع تزايد قلق المستثمرين بشأن تباطؤ اقتصادي محتمل وغياب اليقين بشأن سياسات الفائدة، تراجع appetite للمخاطرة عبر فئات الأصول. العملات المشفّرة، كونها من أعلى الأصول مخاطرة، كانت أول ضحايا هذا التحوّل.

تصفية المراكز المموّلة بالهامش
سوق العملات المشفّرة تعتمد بشكل كبير على الرافعة المالية. ومع بدء الهبوط، تفعّلت أوامر التسييل الآلي، ما ضاعف من وتيرة البيع، ودفع الأسعار للانحدار أسرع.

انطفاء زخم المضاربة
بعد أشهر من المكاسب غير المنطقية على بعض الرموز الصغيرة (altcoins)، بدأ المستثمرون يسحبون الأموال من الأصول عالية المخاطرة، ما أصاب السوق بحالة من الذعر الجماعي.

وبمجرد أن بدأت دوامة الهبوط، أصبح من الصعب كسرها.

الجانب الأخطر: التشابك بين العملات المشفّرة والأسواق التقليدية

واحدة من أهم الملاحظات في هذا الانهيار ليست فقط حجمه، بل توقيتُه وترابطُه مع الأسواق العالمية. فبحسب محللين، أصبحت العملات المشفّرة تتحرك بشكل متزايد بالتوازي مع أصول المخاطرة التقليدية مثل أسهم التكنولوجيا. هذا يعني أن:

أي اضطراب في وول ستريت أو الأسواق العالمية يمكن أن ينعكس فوراً على العملات المشفّرة.

المحافظ التي كانت تنظر إلى العملات المشفّرة كـ "تنويع" لم تعد تحصل على هذا التنويع فعلاً.

تعرض الشركات المرتبطة بالكريبتو قد يؤدي إلى انتقال العدوى إلى أسهم هذه القطاعات أو السندات المرتبطة بها.

وبالتالي، أصبح قطاع العملات المشفّرة جزءاً من المنظومة الأكبر للسوق، وليس كيانا مستقلاً كما كان يُروّج له سابقاً.

المخاطر التي تواجه المستثمرين الآن

الهبوط السريع يطرح عدة تحديات:

قابلية الهبوط لمزيد من الخسائر
العملات المشفّرة ذات بيتا مرتفعة أي أنها تتحرك أسرع من السوق صعوداً وهبوطاً. وفي بيئة تتسم بتوترات عالمية، فإن مزيداً من الانخفاضات ليس مستبعداً إطلاقاً.

تم نسخ الرابط