أسوأ أسبوع للبيتكوين منذ ثلاث سنوات: كيف دخلت العملة في حلقة الهبوط المدفوعة بالخيارات؟
أسوأ أسبوع للبيتكوين منذ ثلاث سنوات: كيف دخلت العملة في حلقة الهبوط المدفوعة بالخيارات؟
شهدت أسواق العملات الرقمية أسبوعاً مضطرباً يُعدّ الأسوأ للبيتكوين منذ عام 2022، حيث تراجعت أكبر عملة رقمية في العالم بنحو 30–34% من ذروتها التي تجاوزت 120 ألف دولار في أكتوبر، لتتداول ضمن نطاق 80–85 ألف دولار خلال الأيام الأخيرة.
وبذلك دخلت الأسواق في حالة من الهلع تُذكّر بأيام ما بعد انهيار منصة FTX، لكن هذه المرة بدفع من مزيج معقد من الضغوط السوقية والمشتقات المالية، وليس من حدث احتيالي منفرد.
هذا التراجع الحاد لم يقتصر على البيتكوين. العملات الكبرى مثل الإيثريوم والريبل وسولانا هبطت أيضاً بنحو 9–11% خلال 24 ساعة، في موجة بيع واسعة شملت السوق بأكمله.
ما الذي يحدث فعلياً؟
في قلب هذا الانهيار يوجد مفهوم مهم في عالم المشتقات يُسمى "الغاما السلبية"، وهو العامل الذي حوّل التراجع الطبيعي إلى ما يشبه “حلقة الهبوط” أو "doom loop".
لنفهم ذلك ببساطة:
عندما يبيع المستثمرون أو يتراجع سعر البيتكوين، يضطر صناع السوق في منصات الخيارات إلى بيع المزيد من العقود أو حتى البيتكوين الفعلي بهدف التحوّط من مراكزهم.
هذا البيع الإجباري يزيد الضغط على السعر، ما يؤدي إلى مزيد من الانخفاض… وبالتالي مزيد من التحوّط… ومزيد من البيع.
إنها سلسلة ذاتية التعزيز، ولهذا يُطلق عليها “حلقة الهبوط”.
وتشير تقديرات منصات تداول المشتقات إلى أن صناع السوق سيستمرون في البيع حتى يصل السعر إلى منطقة 80 ألف دولار تقريباً، حيث تنقلب مراكزهم من “مستوجبة للبيع” إلى “مستوجبة للشراء”، وهو ما قد يخفف من حدة الهبوط لاحقاً.
تصفية تتجاوز الملياري دولار
واحدة من اللحظات التي سرّعت الانهيار كانت عمليات التصفية التلقائية.
فمع انخفاض السعر دون مستويات الدعم الرئيسية بين 81 و82 ألف دولار، تم محو ما يزيد عن ملياري دولار من المراكز في أقل من 24 ساعة معظمها من مراكز شراء برافعة مالية عالية.
هذا النوع من التصفية يشبه كرة الثلج:
كل مركز يُصفّى يزيد من ضغط البيع، ما يدفع السعر للهبوط، ما يفتح المجال للمزيد من التصفية.
وهو ما يضاف إلى تأثير “الغاما السلبية”، ليجعل السوق أكثر هشاشة وتقلباً.
لماذا حدث هذا الآن؟
هناك ثلاثة عوامل رئيسية غذّت هذا الانهيار:
1) موجة هروب من المخاطر بسبب اضطراب أسهم الذكاء الاصطناعي
شهدت الأسواق الأميركية تراجعاً ملحوظاً في أسهم الذكاء الاصطناعي بعد سلسلة تحذيرات بشأن مبالغة الشركات في الإنفاق على مراكز البيانات.
هذا التراجع دفع المستثمرين إلى بيع الأصول عالية المخاطر، وعلى رأسها العملات الرقمية.
2) تدفقات خارجة من صناديق البيتكوين المتداولة
بعد أشهر من التدفقات الإيجابية، شهدت صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة موجة خروج مفاجئة.
كما أُشير إلى صفقة بيع ضخمة قيمتها 1.3 مليار دولار من قبل أحد الحائزين الكبار، ما أثّر على سوق منخفض السيولة أصلاً.
3) ضعف السيولة في منصات التداول
خلال الفترة الأخيرة، انخفضت أحجام التداول بسبب موسم العطلات وترقب البيانات الاقتصادية.
ومع ضعف السيولة، تصبح أي موجة بيع ذات تأثير مضاعف على السعر.