تباطؤ الوظائف ينعش أسواق الأسهم والعملات والتحفيزات الاقتصادية تلوح في الأفق
تباطؤ الوظائف ينعش أسواق الأسهم والعملات والتحفيزات الاقتصادية تلوح في الأفق
شهدت الأسواق المالية الأميركية والأوروبية، إلى جانب أسواق العملات، حالة انتعاش لافتة بعد صدور تقرير الوظائف الأميركية الذي كشف عن تباطؤ واضح في نمو الوظائف. فقد أضاف الاقتصاد الأميركي عدداً من الوظائف أقل من المتوقع، ما اعتبره المستثمرون إشارة إلى أن الضغوط التضخمية تتراجع، وأن ظروف سوق العمل تتجه نحو توازن صحي بعد سنوات من السخونة المفرطة.
رد فعل الأسواق كان فورياً:
ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.7%، وارتفع كل من ناسداك 0.76% وداو جونز 0.43%، فيما قفزت الأسهم الأوروبية 0.7%. وفي المقابل، تراجع الدولار الأميركي بشكل واضح أمام الجنيه الإسترليني واليورو، وارتفع الذهب بدعم من تراجع العملة الأميركية.
لماذا يفرح المستثمرون بتباطؤ الوظائف؟
قد يبدو الأمر غير منطقي عند النظرة الأولى: كيف يُعتبر ضعف نمو الوظائف خبراً جيداً؟
لكن من منظور الأسواق، الأمر أوضح بكثير.
تباطؤ الوظائف يعني أن الطلب على العمالة ينخفض تدريجياً، ما يخفّض الضغوط على الأجور وبالتالي على التضخم. ومع تراجع التضخم، يزداد احتمال أن يتجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتخفيض أسعار الفائدة في الفترة المقبلة.
هذا السيناريو يرفع شهية المستثمرين للأسهم ويضغط على الدولار، ويزيد الإقبال على السلع والمعادن الثمينة مثل الذهب.
من جهة أخرى، يظهر التقرير أن الاقتصاد الأميركي لا يواجه ركوداً، بل يهدأ بصورة تدريجية ومنضبطة وهو ما يعتبره المحللون الحالة المثالية المعروفة باسم “الهبوط الناعم”.
عودة الرهانات على تخفيض الفائدة
التقرير الأخير جاء بمثابة تأكيد للمستثمرين الذين ينتظرون تحولاً في سياسة الفيدرالي. ومع البيانات الجديدة، أصبح السيناريو الأكثر تداولاً في الأسواق هو:
تخفيض واحد أو اثنان للفائدة في هذا العام
إمكانية تسريع وتيرة التخفيض في حال تواصل تباطؤ سوق العمل
دعم إضافي للسوق العقارية وقطاعات الخدمات والاستهلاك
تراجع الدولار أمام العملات الرئيسية كان انعكاساً مباشراً لهذا التوقع. فقد ارتفع الجنيه الإسترليني إلى 1.301 دولار، بينما صعد اليورو إلى 1.116 دولار، في إشارة إلى أن المستثمرين أصبحوا يرون أن الفائدة الأميركية قد بلغت ذروتها.
أسواق الأسهم تتنفس الصعداء
بالنظر إلى أداء الأسهم الأميركية، يمكن ملاحظة تغير في المزاج العام.
فبعد أشهر من القلق بشأن التضخم والتوقعات بارتفاعات إضافية في الفائدة، جاء التقرير ليعيد الثقة في أن البيئة الاقتصادية قد تصبح أقل تشدداً.
القطاعات الأكثر استفادة كانت:
أسهم التكنولوجيا التي تنتعش عادة مع توقعات خفض الفائدة
الأسهم الصناعية التي تستفيد من استقرار التكاليف
أسهم العقارات التي ترتفع مع توقعات انخفاض تكاليف الاقتراض
أما الأسهم الأوروبية، فقد حققت مكاسب أيضاً، جزئياً بسبب تراجع الدولار الذي يعزز فرص الصادرات الأوروبية، وبسبب التفاؤل بأن الولايات المتحدة قد تقود موجة تيسير نقدي عالمية.