المصانع الأميركية تمرّ بفترة ضعف تمتد لأربعة أشهر مع تأثير الرسوم الجمركية وارتفاع المخزونات

ومضة الاقتصادي

المصانع الأميركية تمرّ بفترة ضعف تمتد لأربعة أشهر مع تأثير الرسوم الجمركية وارتفاع المخزونات

بعد عام من التعافي المتذبذب، يدخل قطاع التصنيع الأميركي مرحلة تباطؤ جديدة تثير القلق بين الشركات والمستثمرين وصنّاع القرار. فقد تراجع مؤشر مديري المشتريات الصناعي (PMI) إلى 51.9 في نوفمبر بعد أن كان 52.5 في أكتوبر. ورغم بقائه فوق مستوى 50 الذي يفصل التوسع عن الانكماش، فإن القراءة الأخيرة تُعد الأضعف في أربعة أشهر، وتسلط الضوء على ديناميكيات اقتصادية معقدة تتشكل خلف الكواليس.

مؤشرات تحذر من تباطؤ أكبر قادم

على المستوى السطحي، ما يزال القطاع في منطقة النمو. لكن التفاصيل تكشف صورة أقل تفاؤلاً. فقد تراجعت الطلبيات الجديدة إلى 51.3، بينما ارتفعت مخزونات السلع التامة الصنع إلى أعلى مستوى في تاريخ المسح.
هذا التباين يعكس أن المصانع تنتج أكثر مما يشتريه المستهلكون، ما يمهّد لاحقاً لخفض الإنتاج أو استهلاك المخزون قبل زيادة الطلبيات من جديد.

السبب الرئيسي وراء هذا الخلل يعود إلى الرسوم الجمركية المفروضة على العديد من المدخلات الصناعية. فارتفاع تكلفة المكوّنات المستوردة يخلق معادلة صعبة للمصنّعين: تكلفة أعلى، طلب أضعف، وهوامش أقل.

عندما تتصادم السياسات التجارية مع سلاسل التوريد

منذ إعادة فرض الرسوم الجمركية على مجموعة واسعة من السلع والمواد الأولية، أصبح تأثيرها ملموساً في مصانع أميركا. الرسوم لم ترفع الأسعار فحسب، بل عقدت سلاسل الإمداد، إذ تتردد الشركات في تغيير الموردين أو إعادة تصميم عمليات الإنتاج لتجنب التكاليف الجديدة.

بالإضافة إلى ذلك، أدت فترة التوقف الحكومي الأخيرة وتأخر البيانات الاقتصادية إلى حالة ضبابية جعلت الشركات أكثر حذراً في التوظيف والإنفاق. وفي الوقت نفسه، يستمر التحول الهيكلي في إنفاق المستهلكين من السلع نحو الخدمات والمنتجات الرقمية، وهو اتجاه تسارَع بعد الجائحة.

مخاطر تزداد على الأفق

إذا استمر هذا التباطؤ، فقد يكون الأشهر المقبلة أكثر صعوبة على المصانع. أبرز المخاطر تشمل:

1. فائض المخزون قد يجبر الشركات على خفض الإنتاج

ارتفاع المخزون يعني أن المصانع قد تنتج أقل في الربع القادم. وإذا استمر التراجع في الطلب، فقد يمتد ذلك إلى سلسلة الإمداد بأكملها، وصولاً إلى مكونات مثل المعادن والمواد الكيميائية والطباعة الصناعية.

2. ضغوط على الهوامش

مع ارتفاع أسعار المدخلات بسبب الرسوم الجمركية، لا يستطيع الكثير من المصنّعين تمرير التكلفة بالكامل إلى العملاء، خصوصاً وأن المستهلكين والشركات أصبحوا أكثر حساسية للأسعار.

3. توتر سياسي محتمل في ولايات التصنيع

المناطق الأميركية التي تعتمد على المصانع قد تواجه تباطؤاً في الوظائف أو توقفاً في التوظيف، ما يجعل الوضع الاقتصادي ورقة سياسية حساسة، خصوصاً مع اقتراب موسم الانتخابات.

تم نسخ الرابط