دور صُنّاع السوق: الأساطير والواقع

دور صُنّاع السوق: الأساطير والواقع
عند دخول عالم التداول يظهر مصطلح “صانع السوق” بسرعة. وعلى الرغم من أهميته، فإن دور صُنّاع السوق غالباً ما يُساء فهمه، إذ تنتشر حوله الكثير من الأساطير التي قد تُضلّل المتداولين المبتدئين. يعتقد بعض المتداولين أن صناع السوق يتلاعبون بالأسعار أو يتعمدون ضرب أوامر الوقف أو “الانقضاض” على المتداولين الأفراد. ورغم أن جزءاً من هذه التصورات نابع من الإحباط أو قلة المعرفة، إلا أن الحقيقة مختلفة تماماً وأكثر تنظيماً.

فهم ما يفعله صُنّاع السوق فعلاً يساعد المتداولين على قراءة السوق بدقة أكبر، وتجنّب ردود الفعل العاطفية، ووضع توقعات واقعية لحركة الأسعار، وتحسين نقاط الدخول والخروج، وزيادة الثقة أثناء التداول.

باختصار: فهم آلية عمل صُنّاع السوق ليس محاولة لتخمين “أجندة خفية”، بل لفهم كيفية عمل الأسواق بطريقة تسمح لها بالتحرك بسلاسة.

شرح المفهوم: ما الذي يفعله صُنّاع السوق فعلاً
صانع السوق هو جهة توفر السيولة في السوق المالي. يقوم صانع السوق بالاقتباس المستمر لسعرين:
سعر الشراء (Bid): السعر الذي يرغب في شراء الأصول عنده
سعر البيع (Ask): السعر الذي يرغب في بيع الأصول عنده
الفرق بين السعرين هو “السبريد”، وهو المصدر الأساسي لربح صانع السوق.

لماذا يحتاج السوق إلى صانع السوق؟
من دون صناع السوق، تصبح عملية التداول بطيئة وغير مستقرة. فهم يؤدون أدواراً أساسية:
١. ضمان وجود مشترين وبائعين بشكل مستمر
٢. تقليل الفجوات السعرية
٣. تحسين السيولة بحيث يمكن للمتداولين الدخول والخروج بسرعة
٤. الحفاظ على استقرار الأسواق وفقاً لمتطلبات البورصات

كيف يربح صانع السوق؟
من السبريد، ومن فروقات الأسعار، ومن حجم التداول الكبير، ومن حوافز تقدّمها البورصات مقابل توفير السيولة.
وهو لا يربح عبر “اصطياد صفقات المتداولين الأفراد” أو “التلاعب بهم”. هدفه الأساسي المحافظة على تدفق الأوامر وليس ملاحقة الأفراد.

التطبيقات العملية: كيف يستفيد المتداول من فهم دور صانع السوق
١. توقع عمليات جمع السيولة عند المناطق المعروفة
قد يدفع صانع السوق السعر مؤقتاً إلى ما وراء مستويات السيولة المعروفة ليتمكن من تنفيذ أوامر كبيرة. لذلك قد تكون مستويات وقف الخسارة بمثابة تجمعات سيولة يتم استهدافها بشكل طبيعي.
فهم هذا الأمر يساعدك على عدم الذعر عند ظهور شموع ذات ذيول طويلة.

٢. اختيار الأدوات ذات السيولة العالية
وجود صناع سوق نشطين يساعد على تقليل الانزلاق السعري وتضييق السبريد وتحسين تنفيذ الأوامر.

٣. فهم أهمية السيولة حسب التوقيت
خلال فترات نشاط صناع السوق تكون الأسعار أكثر استقراراً، بينما تقل السيولة في أوقات أخرى، مما يؤدي لحركات حادة.