الذهب يعزز مكاسبه مع تراجع العملات الرقمية وأصول المخاطرة
الذهب يعزز مكاسبه مع تراجع العملات الرقمية وأصول المخاطرة
في أوقات الاضطراب وعدم اليقين، يعود الذهب غالبًا ليتصدر المشهد بوصفه ملاذًا آمنًا تقليديًا. وخلال الفترة الأخيرة، ومع تصاعد التقلبات في أسواق العملات الرقمية وتراجع شهية المخاطرة عبر فئات الأصول المختلفة، استعاد الذهب بريقه بقوة. فقد سجل المعدن الأصفر أداءً لافتًا هذا العام، متفوقًا على العديد من الأصول عالية المخاطر، في انعكاس واضح لتحول مزاج المستثمرين نحو الأمان والاستقرار.
هذا الصعود لم يأتِ من فراغ، بل يعكس مزيجًا من العوامل الاقتصادية والمالية التي دفعت المستثمرين إلى إعادة ترتيب أولوياتهم، والبحث عن أدوات تحافظ على القيمة في بيئة تتسم بالغموض.
لماذا يتجه المستثمرون إلى الذهب الآن؟
أحد المحركات الرئيسية وراء قوة الذهب هو تزايد النفور من المخاطر. فالتراجعات الحادة في العملات الرقمية، إلى جانب ضعف بعض أسواق الأسهم، أعادت التذكير بهشاشة الأصول التي تعتمد بشكل كبير على المعنويات. وفي مثل هذه الظروف، يميل المستثمرون إلى تقليص انكشافهم على المخاطر والعودة إلى أصول أثبتت تاريخيًا قدرتها على الصمود.
كما تلعب ضبابية المشهد التضخمي دورًا مهمًا. فعلى الرغم من تراجع معدلات التضخم مقارنة بذروتها السابقة، لا تزال الصورة غير واضحة بشأن مسار الأسعار على المدى المتوسط. هذا الغموض يعزز جاذبية الذهب كأداة تحوط، خاصة في ظل مخاوف من عودة الضغوط التضخمية أو تباطؤ فعالية السياسات النقدية.
إضافة إلى ذلك، ساهمت التحركات الأخيرة في أسواق العملات الرقمية في تعزيز مكانة الذهب. فمع فقدان بعض المستثمرين الثقة في الأصول الرقمية كبديل آمن في أوقات التوتر، عاد الذهب ليؤكد دوره التقليدي كمخزن للقيمة، لا يعتمد على التكنولوجيا أو الرافعة المالية، بل على ثقة متراكمة عبر قرون.
دور العوائد الحقيقية والدولار
رغم هذا الزخم، يبقى أداء الذهب حساسًا لعاملين رئيسيين: العوائد الحقيقية وقوة الدولار الأميركي. فعندما ترتفع العوائد الحقيقية، تقل جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدًا. وعلى العكس، فإن أي تراجع في هذه العوائد يمنح الذهب دعمًا إضافيًا.